عنعندما يُصبحُ الحُلُمُ ذََنْباً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَصبحَ الآنَ لديَّ تَصريحٌ مِنَ اللهِ
للعبورِ إلى الموتِ
مِنْ غيرِ هويةٍ
فَأَهيلوا تُرابَ الحياةِ
على روحِ الخرابِ
و اِنزعوا عَنْ جَسدي
حجارَةَ جُملِ السّنينِ الرَّهيبَةِ
فَلمْ يَعُدْ هُناكَ
بَقيَةٌ مِنْ رائِحةِ اللهِ
تَفوحُ مِنْ ثِمارِ الشّهوةِ
لا ... و لَمْ يَبقَ نَبيٌّ
يَتطلَّعُ إِلى اِبتهاجِ الكونِ
خَلفَ ضياءِ الشَّمسِ النَديَةِ
قَدْ كانَ كُلُّ ذَنبي
أَنَّني يوماً كتبتُ قَصيدةً
فَصارَتْ قَضيَّةً
تَصولُ العقولُ بِها
كَحادثَةِ الرّزيَةِ
اِحملوا مَتاعَكُمْ
و اخرجوا مِنْ صَميمِ الدَّمِ
و شدوا رِحالِكُمْ
إِلى حيثُ يَمكثُ هُناكَ
حقدُكُمْ خَلفَ أَكمةِ الحقيقةِ
البَعيدةِ
رِمالٌ .. و لا شاطئٌ لَها
لا ... و لا موجٌ و لا قَرارٌ
قَدْ خِلتُمْ أَنَّكُمْ
تَقودونَ الرّياحَ
كَرّبانِ السّفينةِ
قَدْ كانَ كُلُّ ذَنبي
أَنَّني قُلتُ يَوماً :
لا .. لا لأَمواتِ القلوبِ
و لِشاذّيّ العقولِ
يَطمعونَ بِأَحلامِ الفَقيرِ
و يًَصطادونَ مِنْ دموعِهِ
كُلَّ نَبتَةٍ للحياةِ شَذيَة
هيّا اِرحَلوا ..!
ليسَ لَكُمْ مَكاناً
في رِحابِ الحُزنِ .. هُنا
خُذوا آلةَ الموتِ مَعكُمْ
خُذوا زَبانيَتكُمْ و أَجندَتَكُمْ
خُذوا سُمومَكُمْ و سُخريَتِكُمْ
و قِدرتَكُمْ المُشبعةِ فُجوراً
و دَعوا المَوتَى يَرقدونَ
داخلَ أَسوارِ القَصيدةِ
قَدْ كانَ كُلُّ ذَنبي
أَنَّني يوماً كتبتُ قَصيدةً
و بَنيتُ شعري
عَلى جَناحيّ الوحيِّ
و جلتُ في عَرَصاتِ الغيبِ
فوقَ عتباتِ السّماءِ
و أَّذْريتُ رَمادَ الفكرِ
في ظُلماتِ لئيمِ العينِ
مِنْ غيرِ قُوَّةٍ
و مِنْ غيرِ مَقدرةٍ مِنَ العلمِ
سَليلةٍ
هيّا اِرحَلوا ..!
و أَطفؤأ جمراتَ الفَضاءِ
قَدْ غَرَّكُمْ أَنَّكُمْ يَوماً
شَيدتُمْ في الكونِ الخرابَ
و أَقَمْتُمْ صروحَكُمْ
فوقَ عشبِ الغيومِ
و زرَعتُمْ في بساطِ العيونِ
أَهوالَ الحروبِ
و غَرَّكُمْ ... غَرَّكُمْ يَوماً
أَنَّكُمْ عبيدُ الظّلامِ
و تَهوَونَ قَرعَ الطّبولِ
مِنْ غيرِ فَرحةٍ للهِ
في القلوبِ بريئةٍ
لَملموا متاعَكُمْ
و ارحلوا
عَنْ أَرضي عَنْ سَمائي
عَنْ وَطني ..!
عًنْ حُزني
عَنْ مرافئِ الشّعرِ
عَنْ جَبينِ الأَبياتِ
و أَمواجِ القافيَةِ الخَميلةِ
قَدْ كانَ كُلُّ ذَنبي
أَنَّني يوماً كتبتُ قَصيدةً
فَصارَتْ قَضيَّةً
تَصولُ العقولُ بِها
كَحادثَةِ الرّزيَةِ 1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حادثة الرزّية : حاثة مَشهورة في تاريخ الإسلام
دما يُصبحُ الحُلُمُ ذََنْباً[b][center]