منتدى التّجلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى للإِبداع الفكري و الأدبي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» سيرة ذاتية للكاتب / طارق فايز العجاوى
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالسبت مارس 31, 2012 6:19 am من طرف طارق فايز العجاوى

» معلقة زهير بن أبي سلمى
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالأحد ديسمبر 18, 2011 6:28 am من طرف علي شموط

» معلقة زهير بن أبي سلمى
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالأحد ديسمبر 18, 2011 6:26 am من طرف علي شموط

» الأضحية وأحكامها
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 6:37 am من طرف علي شموط

» أمي كذبت علي ثمان مرات
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 6:33 am من طرف علي شموط

» برنامج الكرة بملعبك الأكثر شعبية
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 11:58 pm من طرف ابن البحر

» عصام الشوّالي، أشهر المعلقين الرياضيين العرب
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 11:13 pm من طرف organizer

» حقوق الانسان في ظل الاسلام
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 11:07 pm من طرف organizer

» تأبين الرّواية العربيّة في مؤتمرها- نقلاً عن صحيفة: أخبار الأدب
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 4:13 pm من طرف Admin

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

 

 ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 123
تاريخ التسجيل : 06/12/2009

ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Empty
مُساهمةموضوع: ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو   ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالأحد ديسمبر 06, 2009 5:39 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://altajali.ahlamontada.com
Admin
Admin



عدد المساهمات : 123
تاريخ التسجيل : 06/12/2009

ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Empty
مُساهمةموضوع: ديوان   ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو Emptyالجمعة يناير 22, 2010 2:58 am

دِمَشْقُ يا بَسْمَةَ الحُزْنِ




شعر
عبدالرزاق كيلو



الإهداء
إلى الحبّ الخالد ما دامت السّماوات والأرض
..حبّ الله .. والوطن ..والإنسان ..
وإلى الذّين يتطلّعون إلى منبع عزّة
العرب ووحدتهم ...
وإلى الإنسانية المعذّبة في الأرض
وإلى ...
دمشق العروبة خاصّة ً














قَّصّةُ الأَمْسِ

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما طلبنا العزة من بغيره
أذلنا الله
الفاروق
عمر بن الخطاب











ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقصة الأمس













بالأَمسِ ....
كانَ للعُروبَةِ مجَدٌ هُناكَ
في رياضِ الشَّمسِ
وفي حَديقَةِ القَمَر ِ
أو في بَيادِرِ النَّجْمِ

* * *
بالأَمْس ِ ..
كانَ للعُروبَةِ نَشيدٌ
يُرتلُهُ فَمُ الزَّمانِ
نَشْوان
يــَـتيهُ لاحِقُهُ
يَجُوبُ في مَراتـِـع ِالنَّصر ِ
والخـَـمْرُ ناهِـدَة ٌ
تـَـتـَلأْلأُ صَافيـَة ً
في كُؤوسٍ
كَأنَهَّــُنَ مُزِجْن َ بِكافورٍ
تـَـنْصَّبُ مُتْرَعـَةً
مِن ْعَينٍ فيها تسمى
سلسبيلاَ
* * *
باِلأمسِ ...
كانَ للعُروبَةِ قَبساتٌ
مُشْرقَة ٌ
كأَنّـــَّها عَرائــِسٌ
تُزَفُّ للسَّماءِ
بِأثْوابٍ مِن َالوَرْسِ
تَروقُ لها
أنـــْفاسُ حُور ٍ عينِ
في غُدرانَ فيحاءَ
وظِلالُ العِزِّ دانيةٌ
ودِماءُ الشَّهيدِ
لها قُطوفٌ
* * *
باِلأمسِ
كانَ للعُروبَةِ فَيض ٌ
مِنَ الخَيرِ
تحَملُهُ أكُفُّ الرِّيح
غَاديةً رَائحة
معَ الغَمامِ
يَــنْسَكِبُ معَ كُلِّ
قَطْرَةٍ مِنَ المطرِ
* *
بِالأمسِ ...
كانَ للعُروبَةِ عِقْدُ
جُمان ٍ
في جِيدِ حَسْناءِ
مُــوَحــَدَةُ المحُــَيــَّا
مَوفورَة ُ الحَياءِ
وِإكْليلٌ مِنَ الغَارِ
يَلفُّ جَبينَ
بَطلٍ مُجَلَّلٍ باِلوقارِ
يَصْدَح ُ بِصَيحَةِ النَّصْر ِ
تُعانِقُ السَّماءَ
وهَذِهِ العُروبَةُ
قَدْ باتَتُ عَلى تُـرَّهاتٍ
ُممَزَّقَة ٍ
وصَيحاتُ أَوطانٍ
ولا مُعتَصِمُ لها
لا.. ولا صَلاحُ الدِّينِ
في حِطينِ نُناديهِ
ولا الغَيثُ يَسْمعُنا
* * *
بِالأمْسِ
كانَ للعُروبَةِ عَرينُ
اللَّيثِ
والنَّسْرُ يَرفُّ على الغَيمِ
يَحطُّ على شَاهقاتِ المجَدِ
معَ الوَحيّ
وأُغنيةٌ يــَشْدو بها التَّاريخ
حُروفاً وألحاناً
يــَسْمو بها
لِسانُ الغَربِ والعَجَمِ
وصَفحاتُ النُّورِ مِنَ الغَيبِ
بَاقيةٌ
* * *
بِالأَمْس ِ ...
كَانَ للعُروبَةِ سَماء
وأَرضٌ مُسْتَظِلَةٌ
ونَخْلٌ باسِقاتٌ طَلعُها نَضيدُ
وسَيفٌ مُشْرِقٌ يَلثُمُ الرِّيح َ
وفُتوةُ الهَيجاءِ
ونَاقَةٌ عَصماءُ تــَـترَاكَضُ
على البَيداءِ
تَأْبىَ أَنْ تَسْتَذِلَ
* * *
بِالأَمْسِ
كانَ للعُروبَةِ قَصيدَةٌ
مِنَ الشِّعْرِ
تَثورُ معَ الفَجرِ
مِنْ أَوَّلِ بَدوة ِ النَّقْع ِ
تـَـؤوبُ معَ الطَّيرِ مُغَرِدَةً
تـَـتْلو صَلواتِ الفَخْر ِ
خَاشِعَةًَََ
تَحـُنُّ إِلى أَيــَّامِ ذي قَارِ
تَــتَرنَّمُ بِصَوتِ الحَقِّ
مَاثِلَة
بَينَ زَمْزَمِ والبَقيعِ
مُـعَلَّقةً على خَارِطَةِ الصَحراءِ
تَجوبُ في مَعانيها
رَاياتٌ مُرَفْرِفَة
وعَينُ رَسولِ اللهِ
تَطوي مَسافاتِ الغَيبِ
رَاوِيَـة
مِنْ بَعدِ الذِّكْر ِ
أَنَّ ذلكَ الفَضْلُ مِنَ الله ِ
* *
بِالأمسِ ...
كانَ للعُروبَةِ مجَدٌ هُناك
مُتَسامياً
بِالعُرْوَةِ الوثْقَى
لا يــُدانيهِ حَاسِدُه ُ
ولا يُجاريهِ غُزاةُ
الشَّرقِ والغَرب
وكُلُّ مَنْ عَبَروا
على جُسورِ الدَّمِ والنَّارِ
كُلُّ الغُزَاةِ .. مِن ْهُنا
مِنْ أَرضِ المحَبةِ
انــْدَحَروا
دِمَشْقُ للعُروبَةِ مَفْخَرَة ٌ
كَذا حيَاها الله ُ باريها
مُذْ نَهضَةِ التَّاريخِ
في سَالفِ الأَزْمَانِ
و الحُقُبِ
* * *
بِالأمسِ
كانَ للعُروبَةِ هَمَساتٌ
داِفئَة ٌ
يَجودُ بِها صَهيلُ السَّيفِ
والقَلمِ
تَرسُمُ في الآفاقِ مآثِرَها
وآذانُ الكَون ِتُساميها
تُرَدِدُها ... تُناجيها
ومِحْرابُ العِلْمِ قِبــْلَتـُها
فَأين َمَصابيحُ الهُدى
أُولي النُّهى مَنْ نَبَغوا ..؟
أَينَ النَّشامَى الرَّاسِخونَ
العابِدونَ الحَامِدونَ السَّائِحون َ
هَلْ بَعدَ ظَلامِ اللَّيلِ أَفِلوا ..
عُيوني للعُروبَة ِ
ودَمي فِداءٌ وحَسْرَتي ..!
كُنـَّا وكَانَتْ فِلسطينُ
تَساقَطَتْ مِنْها أَوراقٌ
وبَكَتْ أَجْفانٌ وسُنونُ
واليَومَ بلِادُ الرَّافِدَينِ
جِراحٌ وأَنينٌ
ولم نـَنـْسَى باِلأمسِ القَريب
ذِئابَ الغَدْرِ ما سَلَبوا
وما نَهبوا ...!
الأَهوازُ واِسْكَندر ونُ
وجَولانُ العَربِ
كُلُهنَّ جَناتٌ
ذَواتُ أَفْنانٍ
مِنْ آل ِ العُروبَةِ سُلِخُوا
وسَبخاتٌ أُخْرَى مُتَفَرِقَةٍ
لم يَبْقَ مِنْها في جَسَدِ العُروبَة ِ
أُخْدودُ ...!
عُيوني للعُروبَة ِ
ودَمي فِداءٌ وحَسْرَتي
فَأينَ الذِّين يَعْبُرونَ
بَوابَةَ التَّاريخِ
مِن ْ قِصَّة ِ الأَمس ِ
التَّليدِ ...!؟
فَبِالأَمسِ كَانَ للعُروبَةِ
مَجْدٌ هُناك َ ....!
* * *
أَقُولُ ..
ولا يَدري الزَّمانُ بِحَسْرَتي
باِلأَمْسِ كان َ لِلعُروبَةِ
أَمْجادٌ شَامِخَةٌ ... وكِبْرياءٌ
ومَواقِف ٌ مُشَرِّفَةٌ
عَلى جَبينِ الشَّمسِ مَاثلَِةٌ
وقَطَراتُ النَّدى
في كُلِّ أَقْطارِ الأَرْضِ
عَنْ دُرَرِ العُروبَةِ حَاكِيَةٌ
واليَومُ ...
ما أَدْراكَ مِن َ اليَومِ العَصيبِ
المُكْفَهِر ِّ
شَتاتٌ ... وفُرْقَةٌ
ومَسافاتٌ مُـتَـشَّعِبَة ٌ
و أَوطان ٌ مِنَ التَّاريخِ ضَائِعةٌ
ولَيلٌ حَالِكٌ
مِنْ أَلــَقِ الحَاضِر ِالمُزيَـــَّفِ
لا يـَنْجَلي ...!
* * *















دمَشْقُ يا بَسْمَة َ الحُزْنِ

لأن تقتل إنساناً وأنت في ذروة الهوى فهذا أمر مفهوم ، أما أن تدفع شخصاً آخر إلى قتله بناء على تأمل جدي هادئ وبحجة أداء مهمة مشرفة فهذا أمر غير مفهوم .

المركيز ساد








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دمَشْقُ يا بَسْمَة الحُزْنِ






دمَشْقُ يا بَسْمَة َ الحُزْنِ
مُنْذُ ِبدايةِ التَّاريخِ
وأَنْتِ باِلحُبِّ تَطيبين َ
وتَسْمُقينَ .. ولا تَتْعبينَ
يا وَرْدَةً اِصْطَفاكِ اللهُ
مُنْذُ ألافِ السِّنين ِ
وأَنْتِ تَعبقينَ بِعطْرِ اليَّاسَمينَ
* *
دِمشقُ يا عاصِمةَ الحُبِّ
والهَوى العُذريِّ
مُنذُ ابْتكارِ الأَبجديَّة
وضِياءِ النُّجومِ المَشْرقيَّةِ
وأنتِ بِسَخاءِ ابْنِ طَيٍّ
تُعطينَ وتَهبين َ
ولا تَأْخُذينَ ...!
فَلِلَّهِ درُكِ كَمْ تَألْفينَ
وتُؤلَفينَ ...!؟
دِمشقُ يا بَسْمةَ الحُزْنِ
إِليكِ هَوى قَلْبُ مَنْ يَهوىَ
بِوَحيٍّ يُوحَى
وأَلْقَى إِليـــــكِ تَحياتِهِ
وعِشْقِهِ
ُمنْذُ أَنْ أَسْلَمَ اليَّاسَمين ُ
والتَّاريخُ والزَّيزَفونُ
* * *
دِمشقُ يا بَسْمةَ الحُزْن ِ
يا دَمعةٌ تـَتَهادَى
مِنْ مُقْلَتَي حَسْناءَ
قَدْ ضَلَّ عَنْها الحبَيب
والقَريبُ والبَعيدُ
دِمشقُ يا جُرحاً يـَنـْزفُ
مِنْ جَبينِ فَارسٍ عَربيٍّ
قَدْ أَضْناهُ السَّفَر ُ
والمَسيرُ ...!
لَكِنَّكِ ما زِلْتِ تَطيبينَ
وتَسْمُقين َ
إِليكِ تَهْفو قُلوبُ العَاشِقينَ
وتَتَعالى مِنْك ِ
صَلواتُ المُخْبتينَ
* * *
هَذِهِ أَنْتِ يا دِمشقُ
مُدْهِشَةٌ
عَروسٌ غَيداءُ حَوراءُ
تَأْخُذينَ بِاللُّبِ و البَصَر ِ
تَرْقُصينَ وتــَتَمايَلينَ
مَعَ بَسْمَةِ كُلِّ فَجْر ٍ
وعِنْدَ اِرْتِقاءِ شَمْسِ الأَصيلِ
بِالمَحَبةِ تَــغْدُقِينَ
فِيكِ اِزْدَهَتْ نَفْسي
وتَاهَتْ خُـيَلائي
وعَلَى ضِفافِ أُمَويِّيك ِ
يا دِمشقُ
أَلْقَيتُ رَجائي
كَربَلاءُ ولا الحُسَينُ لها
فَأَفيضي عَلي َّ
حُباً ... وهَوىً
وطَيْفاً ... ووَحياَ
مِنْ شَذَى عِطْرِ الدَّمِ الذَّكِيِّ
وإِباءِ السِّـبْطِ الكَريمِ
* * *
دِمشقُ
يا مِحْرابَ العِزَّةِ القَوميَة ِ
يا مِفْتاحَ الشَّهوةِ الوَطَنيةِ
يا تَاليَةَ أَوْرادَ السَّماءِ
ياحَافِظَة َكُنوزِ الأَولياء
تَعَطَّرَ ثُراكِ بـِـبَركاتِ
نَجيب ِالأنَبياءِ
رَوحٌ ورَيحانٌ
فَأَنْتِ للخَائفينَ مَلاذُ
وللعَاشِقينَ سَلامُ
* * *
دِمشقُ يا سَيِّدَةُ الحُبِّ
والسَّلامِ
مِنْكِ تَعلَّمْتُ أَبْجَديَةَ
التَّاريخِ ...
ولُغةَ العِشْقِ والهَوَى
وأَنْ أَتــَصَابـَى كَالصِّبيانِ
وأَنْ أَهْمُسَ في وَجْه ِ
كُلِّ غَادَة ٍ حَسْناءَ
هَلْ تَرْغَبينَ بِرائِحَة ِالعِطْرِ
أَوْ بِفنْجانٍ مِنَ القَهوة
أَوْ بِعنَبِ الشَّامِ
ومِنْكِ تَعلَّمْت
كَيف َأُصَّلي
وكَيفَ أَرْجُمُ الشَّيطان َ
وكَيفَ تَتَوحَدُ الأَرْضُ
مَعَ السَّماءِ ...!
ولِماذا قُتِلَ التَّاريخُ والإِنْسَانُ
ولِماذا قُتِلَ
نَبِيُّ اللهِ يَحيَى المَعْمَدان ُ
والأَئِمَةُ المَهْد يونَ الهُداة ُ
ولِماذا لُغَةُ القَتْل ِ
حَاضِرَة ٌدَوماً
عِنْدَما يَتَجاوَزُ البَائِسون َ
حُدودَ الزَّمان ِوالمَكانِ
ولِماذا صَاح َالنَّبيونَ
تَبًّا لَكَ أَيُّها الإِنْسان ُ..!
* * *
دِمشقُ يا عَاصِمَةَ النَّصْر
المُبينِ
يا عَاصِمَةَ النُّورِ والحَقِّ
التَّليد
يا رَاجِمَةَ أَولادَ الأَفاعي
قَتَلَة َالأَنــْبـِياءِ
َلا تَنْدُبي
وتِيهي وتَهَيئي
زُوراً أَتَوْا بِقَميص ِ يوسُفَ
وأَحْرَقُوا أَرْضَنا الخَضْراءَ
واغْتَالوا
التِّينَ والزَّيتونَ
وحَرَّفُوا خَارِطَة َ التَّاريخِ
وخَارِطَةَ أَشِجار ِالصِّفْصَافِ و
اللِّبْلاب ِ
يَقُصُّونَ رُؤْياهُمْ
ولا يَعْقوبُ لها .. ولا مُوس
لا.. ولا يُوشَعُ بْنُ نُونٍ
تَبَرأَتْ مِنْهُمْ كُلُّ مَحَطاتُ التَّاريخِ
بِالأَمسِ أَضَلَّهُمْ السَّامِري ُّ
واتَّخَذوا إِلهاً عِجْلاً
ذَهَباً ثَميناً ...!
بِالأَمسِ حَاكوا الفِتْنَة َالهَوجاءَ
فَيا ذُولْفِقارُ أَشْرِقْ
يا سَيفَ عَليٍّ الكَرَّارِ
في يَومِ خَنْدَقٍ وخَيْبَر َ
كانَ لَكَ العُنْوان ُ
فَامْضِ يا دِمشقُ وتَجَلَّدي
فَلَنْ يَبْقَى لِبَني صَهيون َ
حُلُمٌ في الأَرْضِ الأَبيَّةِ
* * *
دِمشقُ يا مُلْتَقَى الفَرَح ِالكَبيرِ
فِيكِ تَتَجَلَّى
بَراءَةُ
مَريمَ العَذراءِ البَتولِ
وصُورَةُ الحُزْنِ المَلائِكيِّ
مُفَعَّماً بِرائِحَةِ السَّماءِ
يَروي حَقيقَةَ الوجُودِ والعَدَم ِ
والمَوتِ والخُلودِ
ويَقُصُّ رِحْلَةَ النَّاسِكِ
في أَطيافِ عَالمِ الغَيبِ
فَما ضَرَّ مَريمُ
لو اتَّخَذَتْ مَكاناً دِمشق َ
ولَكِنْ قَدَّرَ الله ُ وما شَاء َ
فَعَلَ .....
* * *
دِمشقُ يا مَنْبعَ الشَّوقِ والحَنين ِ
يا مَبْعَثَ الخَيرِ
ومُلْتقَى الفَيضِ العَظيمِ
فِيكِ تَسامَى صَوتُ المَسيح ِ
مُعلِّماً
ومِنْكِ اْمتَّدَتْ رُبا أَحمَدِ
في الأُفُقِ
وتَعالى صَدى صَوتِ زَينبَ
مُسْتَصْرِخاً كَاللُّجُبِ
وإِليكِ أَهْدَتْ فَيروزُ أُغْنيَةً
وشَاهِداً عَلَى المَجْدِ
فَهَلْ أَنتِ للتَّاريخِ مَفْخَرَةٌ
أَمْ أَنَّكِ سُورَةٌ مِنَ الوَحي ِّ ..!؟
* * *
دِمشقُ يا بَسْمةِ الحُزْنِ
تَتَراءَى كُلَّ حِينٍ في خَلَدي
إِليكِ يَهفُّ قَلبي
وتَصْدَح ُأُغْنِيتي
إليكِ يِشْتاقُ فَرَحي وسُروري
ويَثورُ فِكري
وقَطَراتُ النَّدَى
عِنْدَ مَطْلَعِ الفَجْرِ تُكَلِّمُني
عَنْ ذِكرياتٍ مَضَتْ
تَحْيا معَ كُلِّ دَفْقَةٍ
مِنْ دَمي
تُؤنِسُني و تُعْلِمُني
عِنْدَما يُؤَذِّنُ الفَجْر ُ
تَهْمُسُ الشَّمْسُ للِقَمَرِ
مَنْ لا يِعْشَقُ دِمشقَ
فَهوَ غُصْنٌ بِلا زَهْر ٍ
وعُودٌ بِلا وَتَر ٍ ...!
* * *






























إِشَارَةُ مُرورٍ

ليس من شيء على هذه الأرض يستحق أن يشترى بدم البشر .
جان جاك روسو






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إِشَارَةُ مُرورٍ














قِف ْ .... ؟ تَمَهَّلْ .....؟
إِنَّهُمْ يَخْرُجون َ
كالجُرذانِ
مِنْ سَراديبِ السُّلطان ِ
أَو مَأْجورينَ يَمشونَ كا لأَشْباح ِ
هَكَذا يَتَهاوى عَقْل ُالكَرامةِ
كالأَشْلاءِ
هَكَذا يُزْدَرى الإِيمانُ
وتَاريخُ اللهِ
قِيامَةٌ ولا القَيومُ يُريدُها
تَأْباها كُلُّ الأَديان ِ
* * *
قِفْ ...؟ تَمَهَّل ْ ...؟
إِنَّهُمْ يَسْرِقونَ البَسْمَةَ
حَتَّى مِنْ وجُوهِ الأَطفالِ ...!
فَماذا تَفْعَل ُ ؟
أَتُصَّلي ..؟!
فَها هُمُ يَقولونَ :
ممْنوع ٌ عَليكَ أَنُ تُكَلِّمَ السَّماءَ
وتُناجي الله َ
فَالقيامَةُ وَاحِدَة ٌٌ
في الأَرضِ والسَّماءِ
وسيانٌ بينَ الله ِوالسُّلطانِ
إِنَّ لُغةَ الجَنَّةِ ومَلكوت ِ السَّماءِ
سَاسَ .... ويَسوسُ ....!
* * *
قـِفْ .. تَمَهَّلْ ..؟
ولا تُذَكِّرُهُمْ بِما كَان َ ويَكونُ
ولا ِبما قُلْتَ لِيَقُولوا
فِإّنـَّكَ الوَحيدُ المُتَفَرِدُ
لأَجْل ِالشَّيطانِ لا لأَجْلِ اللهِ
اِخْتارَكَ السُّلطانُ ...!
وإِنــَّكَ ما كُنْتَ تَدري
مَنْ العَدو ... ومَنْ الصَّديقُ
حتَّى جَاءَكَ يَحْبُو عَلَى أَرْبَعٍ
جِبريلُ السُّلطانِ ...!
ولم يكُنْ يَدري
أَنَّ ما في قَلبي غَيرُ الله ِ
فَاللهُ أَنا... وأَنا الله ُ
لأَنــَّني ابـْن ُ الإِنْسانِ ...!
* * *
قـِفْ ... تَمَهَّلْ ...؟
فَإِنَّهُمْ نَسوا ما ذُكِّروا بِه ِ
واتَّبَعُوا البَا طِل َ وخَطَواتِ الشَّيطان ِ
فَأَينَ الذّين َحَمَلُوا السُّوطَ
وتَوَعَدوا البَائسينَ مِنْ قَبْل ُ
أَينَ الذّينَ كَانُوا يَضْحَكون َ
لِرُؤيَة ِالثَّكَالى
أَين َالذّينَ كَانُوا يَشْرَبونَ نَخْبَ
مَوتِ الجَوعَى
و اِنــْتِحارِ المَرْضَى ...؟
وأُقْسِمُ أَنَّ اللهَ أَنـْبأَني
أنَّهُمْ كَانوا يَتَسامَرونَ
عِنْدَ مَوتِ الشُّهداءِ
وضَياعِ الفُقَراءِ
إِنَّهُمْ " وجُنودَهُما كَانوا خَاسِئين َ "
* * *
قـِفْ ... تَمَهَّلْ ...؟
ولا تَرمِ بِنَاظِرَيكَ يَميناً وشِمالا ً
فَطاغُوتَ وفِرعَونَ وهَامانَ
والسَّامِري ُّ ويَهوذَا الأَسْخَرَبوطيُّ
في كُلِّ آنٍ حَاضِرونَ
حتَّى وإِنْ كُنْتَ لم تَقْرَأْ
ولم تَدْري ما الكِتابَ
ولم تَخُطـُّهُ بِيمينِك َ
لِسَانُ أَبي لَهَبٍ يَتَراءَى
في عَدالَةِ السُّلطانِ ...!
* * *
قِفْ ... تَمَهَّل ْ ... ؟
تَسَمَّرْ مَكَانَك َ... لا تَخْطُو ؟
حَاذِرْ أَنْ تَطَأَ بِقَدميكَ العَتَبَةَ الفَرِْقيَة َ
لا تُغنِّ لِلفُقَراءِ
وإلاَّ ... انــْتَفَضَتْ في وجْهِكَ
خَزَائِنُ قَارونَ
وتَنادَى عَليك َ بِخَيلِهِمْ
أَعوان ُالسُّلطانِ
وخَرَجُوا بِزيِنَتِهِمْ يُعلِنونَ
حَربَ داحِسَ والغَبْراءِ
وَبنُوا صَرْحا ً مُتَطاوِلاً للسُّلطان ِ
لِيتَجاوَزَ أَقْطارَ السَّماواتِ
"ولا يَعِدُهُمْ الشَّيطانُ إلا غُروراً "
* * *
قِفْ ... قِفْ ...؟
تَمَهَّلْ .... تَمَهَّلْ ...؟
تَجَاوَزْتَ قَدْرَك َ ..!
إِنَّه ُ الحَقُّ الإِ لَهيُّ المُقَدس ُ
ولا تَتَجَاوَزْ المَدَى
إِلى ما بَعْدَ الغَيْمِ
فَالمَطَرُ َيهطُل ُفَجْأَة ً
وسَيعْلَمُ الذِّين َ رَسَمُوا
أَو اسْتَرَقُوا السَّمْع َ
أيَّ مُـنـْقَلَبٍ سَينـْقَلِبونَ ...؟
* * *











أُغْنيَةٌ لِلفُقَراءِ

" إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم "
محمد رسول الله














ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأُغْنيَةٌ لِلفُقَراءِ









يَهُبُّ الصَوتُ اللاَّهِبُ
مِنْ صُدورِهِمْ
يقيمُ سَماءً
مابَينَ الأَرْضِ وبَينَهُم ْ
إِنَّهُمْ الفُقَراءُ
مِلْحُ الحَياةِ
عِزّ ُ الأَرضِ ... خَيرُها
مَنْ بَعرِفُهُمْ ؟
مَن ْ يَعرِفُ آلامَهُمْ وأَحْزانَهُمْ ؟
مَن ْ بَعرِفُ آهاتِهِمْ ؟؟
يَبْنونَ مَجْدَ الأَرضِ والسَّماءِ ..!!
مِنْ مشْوارٍ إلى مشْوارٍ
منْ دونِهِمْ تُبْلَى الأَرض ُ
وتُصْبِحُ الدُّنيا خَرَاباً
يا ... لِسَواعِدِهِمْ التِّي تَبْني
مَجْدَ الأَغْنياءِ ..!
* * *
فَلِماذا يَبْدو النَّهارُ هَكَذا
أَين َسَواعِدُ الكَادحين
أَينَ ثَورةُ العَامِلِ والفَّلاحِ
والصَّوتُ الذِّي اِرْتَقى
لأَجْلِهِمْ
* * *
إِنَّهُمْ الفُقَراءُ
يَصْحَبَهُمْ التَّاريخُ في رِحْلَة ٍ
يُريقُهُمْ حُبّاً
لأَنــَّهُمْ مَلؤهُ شَوقاً
في هُلامِ الأُمْنياتِ
* * *
فَيا سَادَتي الفُقَراءُ
يا عَرَقاً يـَنْصَّبُ ضِياء ً
في لـَيلِ الأَغْنياءِ
يا أَكاليلَ الأَنــْبياءِ
إِنــِّي أُنـَقِّبُ لَكُمْ
في دَوحَة ِ الحُب ِّ
مُفْرَدَاتٍ قَويـَّة َ الأَسْوار ِ
عُيونُ الزَّمانِ أَلِفَتْكُمْ
تُفْضي لِوَريدِ دَمِكُمْ
النَّازِفِ
ثَورَةَ الأَفْكارِ
فَاسْجُدوا بِروحٍ تُناجي اللهَ
مَدّاً وجَزْراً
فَبَينَكُمْ وبَينَ مَجْدِ اللهِ
حَبْل ُ ودٍّ رِغْمَ أُنوفِ
الأَغْنياءِ
* * *










عَلِموني كَيْفَ أَحْقُدُ

أليس مضحكاً أن نؤمن بقانون مقدس مصون لا تكذب لا تقتل في حياة طابعها الكذب الدائم والقتل المستمر .
ألبير كامو












ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعَلِموني كَيْفَ أَحْقُدُ








عَلِمُوني كَيْفَ أَحْقِدُ ؟
فَإِنــِّي رََأيــْتُ الحِقْدَ
مَعْلِيَة َالرِّجالِ
وَمَنْ لم يَحْقِدْ في خَفايا نَفْسِهِ
يـُداسُ بِأَقْدامٍ
ويُطْعَن ُبِخِنْجَرٍ
* * *
عَلِموني بَعْضاً مِنْ
أَبْجَدياتِ الكُرْهِ
ومُفْرَداتِ اللُّؤْمِ ...!؟
وكَيْفَ أُخَطِّطُ ِِلاغْتيالِ
القُلوبِ البَيْضَاءِ ...!؟
وكَيْفَ أَنــْزَعُ جُذورَ
الرَّحْمَةِ مِنْ قَلْبي
وَ أَجْتَّثُ صَفْحَةَ الحُبِّ ..!؟
* * *
عَلِموني
كَيْفَ أَتـَسَلَّلُ
إلى عُقولِ السُّذَج ِ...!؟"
وأُغْريهِمْ بِالمَنِّ والسَّلوى ..؟
وَكَيْفَ أُ تَــَحَوَّلُ شَوْكاً
يُذْرَى في عُيونِ الفُقَراءِ .. ؟
* * *
عَلِموني كَيْفَ أَحْقِدُ؟
لأَنــْشُرَ أَشْرِعَتي زُوراً
فَوقَ جَبينِ الشَّمْسِ
ولأَقْضي بِالشَّرِ
بِأَحْكامِ غَدْرِ السُّلْطانِ
* * *
عَلِموني كَيْف ِأَتحَامَل ُ
عَلَى نَسْغِ العِشْقِ
وكَيْفَ أُواري
ما أَروم ُوأَبْغي
في نــَفْسي ؟
وأُراوِغُ كَسِيادَةِ الذِّئْبِ
في الغَابِ
* * *
عَلِموني كَيْفَ يــَتـَساقَطُ الثَّمَر ُ؟
وكَيْفَ يــَعْصِفُ الحَجَر ُ؟
وكَيْفَ يــَتـَهاوَى الزَّمــَن ُ؟
وكَيْفَ يــَحْجُمُ المَطَر ُ؟
وكَيْفَ أَحْسدُ الشَّجَرَ
وأَسْرقُ ثــَورَةَ الغَضَبِ
* * *
عَلِموني كَيْفَ أَتــَخانـَسُ؟
وأَخْتَلِسُ ما يَجْري
في بـَيْتِ جَاري
و كَيْفَ أَسْتَرِقُ السَّمْعَ ؟
وأَجُسُّ ما يُسِرُّه ُالصَّديقُ
للصَّديقِ ...!؟
* * *
عَلِموني
كَيْفَ لا أَرْحَمُ ؟
وكيف أَفْسُقُ في ضَعْفِ
المَنْكوبينَ والمَحْرومينَ ؟
وكَيْف َأَتـَدَلَّى
مِنْ عَلْياءِ مَجْدي
وأَهْدُمُ كُوَّة َالنَّمْلِ ؟
* * *
عَلِموني يا أَحِبَتي
كَيْفَ أَحْقِدُ ؟
فَقَدْ تَعَلَّمْتُ لُغَةَ كُلِّ الأَشْياءِ
إِلاَّ لُغَةَ الحِقْدِ
غَابَتْ عَنْ لَيْلي ونَهاري
ومِنْ ثَمَّ عَلِموني فَنَّ "اللاثِقَةِ"
والمُؤامَراتِ كَيْفَ تُنْسَجُ
* * *
وأَخيراً... عَلِموني :
كَما قِيلَ في المَاضِي ..
الكَتِفَ مِنْ أَينَ تُؤْكَلُ ...!؟

* * *


















كَلِماتٌ للحَياةِ

الفضيلة...... وسط بين طرفين
أرسطو








ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكَلِماتٌ للحَياةِ











الحَيَاةُ خَضِرَة ُحُلوَة ٌ
وأَجْمَلُ مافي غُضونِها
صَديقٌ يـَصْدُقُ
ويُحْمَدُ في الهَفَواتِ
* * *
الحَياةُ خَميلَةٌ
كَنَخْلةٍ نـَضيدَةٍ
وأَيـْـنـَعُ مافي جَناها
ظِلُّها المـُوَشَّى بِالمحَبَةِ والسَّلامِ
* * *
الحَياةُ جَليلةٌ
كَمَلِكَةٍ حَزينَةٍ
تَتُوقُ إلى أَيــْكَةٍ وَجيهَةٍ
مَحْفُوفَةٍ
بِغناجِ الوَرْدِ
وأَكاليلِ الغَارِ والرَّيحان ِ
* * *
الحَياةُ بَسيطَةٌ
كَسُهولِ الزِّنــْبـَق ِ
وأَكْمامِ شَجَرِ اللَّيمون ِ
وكَالجَداولِ المـَنْحوتَةِ على
أَكُفِّ الفُقَراءِ
* * *
الحَياةُ مَدْرَسَة ٌ
وفَلسَفة ٌوعِلْمٌ
وحُروف ٌوكَلماتٌ
وسَماءٌ ناطِقَة ٌ
بوَحيِّ الله ِ
في الإِنْجيل ِوالقُرآنِ
* * *
الحَياةُ بَسْمَةٌ ...وحُزْنٌ
ودُموعٌ ...!
وتَـثْنيَةُ مَصيرٍ
حُفْرَةُ شَقاءٍ وعَذابٍ
أَو مَرْتع ُسَعادَة ٍورَاحَةٍ
وبَينَهُما وُجُودٌ غَيرُ مَوجودٍ
* * *
الحَياةُ صَرْخَة ٌ ...وَعَويلٌ
تــَبْدَأُ مِن ْ رَحِمِ الغَيبِ
وتَنْتَهي معَ البُكاءِ
عِنْد َوِلادَة ِالغَيب ِ
مِنَ المَجْهولِ ...!
* * *
الحَياة ُ خُدْعَة ٌ مَريرَة ٌ
يـَنْسُجُ خُيوطَها
مَنْ يَـتــَوضَؤونَ بِدِماءِ الأَبْرياءِ
وبِدُموعِ المُعَذبينَ في الأَرضِ
ويَلبَسونَ مُسوحَ الرُّهبان ِ
ويُقيمونَ حِلْفاً
معَ الشَّيطان ِ ...!
* * *
الحَياةُ
وجودٌ معَ العَدم ِ
وعَدَم ٌمعَ الوجودِ
والشَّاهِدُ
ما كانَ في الأَمْس ِ
وَيأْتي ...!
وما سَيكونُ في الغَدِ
ويَمْضي ...!
* * *
الحَياةُ مَسْرَحيَةُ
وأُمْسِيَةٌ لَيليَّةٌ
يَصْنَعُ فَـنـَّها السَّاسَةُ
يُقَدِّمونَها كَقِطعَة ِحَلوى
طَازَجَة ٍ
يَسْكَرُ بِها الحَيارَى
والذِّينَ يَعلمونَ أَنَّـهُمْ
يَعلمون َ
ويَعافُها العَقْلُ الذِّي
يَصْحُو ...!
* * *
الحَياة ُ عُمْرٌ مِنَ الوَهْمِ
يَجْري ولا يَمْضي
وَوَقْتٌ بِلا زَمَن ٍ
يسوحُ معَ النَّفْسِ
مِنَ المَهْدِ إِلى اللَّحْد
ويَفْنى معَ الجَسَدِ
ولا يَبْقَى .. ولا يَمْضي ...!
* * *
الحَياةُ متا عٌ سَاقطٌ
وعَبَثٌ وتَجْديفٌ
وجُرْفٌ هَارٍ
في مِضْمار الصِّراعِ
والنَّاجُونَ
مَنْ اِسْتَمَعوا إلى صَوتِ
الحَقيقَةِ في التَنْزيلِ
واتَّبَعواالذَّو قَ
بِإِحسان ٍ ...!
* * *
الحَياةُ لَحْنٌ جَميل ٌ
َوهَبــَتــْهُ السَّماءُ لِلأرْضِ
تَعْزُفُهُ يَدُ الزَّمانِ
بِقيثَارَة ِ اللّيلِ وَ النَّهارِ
يُغَنّيهِ الإِنْسانُ
كُلَّما داهَمَهُ حُزْنٌ
أَوْ بُكاءٌ ...!
أَوْ كُلَّما أَرادَ
أَنْ يُخاطِبَ اللهَ َ

* * *


















لا تَبْتَئِسْ

من يجرؤ على أن يغبط ذلك الذي حكم عليه مقامه الأعلى بأعظم قسط من الآلام اللامتناهية
الشاعر الفرنسي
ميلتون






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا تَبْتَئِسْ





لا تَبْتَئِسْ
هَكَذا حَكَمَ عَلَيْكَ
الزَّمانُ لا القَدَرُ
وهَكَذا جَنوا عَلى حَياتِكَ
ما قَبْلَ الوُجودِ والعَدَمِ
كأَنَّهُمْ أَقْسَموا في مَحْفَلِ
المَاسونِ
أَنْ يَأْ خُذوكَ على قَدَرٍ
وأَنْ يَصْنَعوا مِنْ دَمِكَ
فَطيراً مُقَدَّساً
لِـتَرْضَى عَنْهُمْ آلِهَةُ الأَوْثانِ
لا رَبُّ الكَونِ والبَشَرِ
* * *
لا تَبْتَئِس ْ
هَكَذا خَلَطوا لَيلَكَ ونَهارَكَ
وسَاقوا إِلَيْكَ الَكِلابَ
مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ
يَنْسِلونَ
وكِلابُ القَطيعِ
أَوْفَى مِنْ كِلابِ البَشَرِ
إِذا ما نَبَحَتْ كِلابٌ
عَلى الفَقيرِ
لِيَرضى عَنْهُمْ سُعارُ
سُلْطانِ الغَجَرِ
* * *
لا تَبْتَئِس ْ
يا اَخَا النَّجْمِ
أَيــُّها المُثْقَلُ بِالذُّنوبِ
فَليسَ عارٌ عَلى الشَمْسِ
أَنْ يَتَكاثَفَ حَوْلَها الغَيمُ
ولَكِنْ عاراً عَلى الشَّمْسِ
أَنْ تَحْجُمَ عَنِ الغَيْمِ
هَكَذا قَضَى اللهُ
مُنْذُ الجِبِلَّةِ الأُولىَ
وصَنَعَكَ صُنْعاً
بِقُدْرَتِهِ
* * *
لا تَبْتَئِس ْ
أَيــُّها المُتَرامي حُزْناً
بِما صَالَ بِهِ الغَدْرُ
وبِما جَالــَتْ بِهِ يَدُ السُّلطانِ
عَلى أَعْتابِ دارِكَ
فَلَسْتَ في زَمَنِ بيضِ المَشْرفِيَّةِ
مَنْ قَالوا :
خِفْتُ اللهَ أَنْ يَسْأَلَني عَنْها ..!
وإِنَّما أَنْتَ في زَمَنِ
لُكَّعِ بْنِ لُكَّعٍ ...!
* * *
لا تَبْتَئِس ْ
أَيــُّها الحَفِيُّ الكَريمُ المُؤَيَدُ
ظُلْماً اِسْتَثْنَوكَ بِهِ
كَما يُسْتَثْنى الأَصيلُ مِنْ
جَلَبَتِـــهِ
ولَمْ يَدْري أَخُو الظَّلامِ
كَمْ جاءَهُ مِنْ نَذيرٍ
مِنَ الغَيْبِ ..!؟
وعَلى دَرْبِ النَّمْرودِ مَشَى
يُكْمِلُ خُطاهُ
ولا اللهَ يَخْشى
ولا اللهُ يَرْعاهُ ..!
* * *
لا تَبْتَئِس ْ
واصْدَحْ بِأُغْنِيَةِ الأَحْرارِ
ولا تَنَمْ عَيْنُكَ
عَنْ مَلَكوتِ اللهِ
وارْفَعْ جَبينَكَ إِلى سِدْرَةِ
المَجْدِ
فَالجَبانُ مَنْ يَخْشى
صَوتَ الأَحْرارِ
فَبِالأَمْسِ إِدْريسُ غَنَّى
ونُوحُ وذَا النُّون ِ غَنَّى
وذو الكِفْلِ
وموسَى وعيسَى
والمُجْتَبَى المُخْتارُ
وكُلٌّ هَدى اللهُ
ونامَتْ أَعْيُنُ الجُبَناءِ
* * *
لا تَبْتَئِس ْ
أَيــُّها الوَطَنِيُّ المُوَشَّحُ بِالوِقارِ
أَصْغ ِ لِوَحْيِّ
أَنا التَّاريخُ
أَنا الوَطَنُ الكَبيرُ الظَّليلُ
مُنْذُ آمادِ الزَّمانِ
قَلبي يَحنُّ إِليكَ ويَشْتَكي
مِمّا حُسادُكَ يَفْعَلونَ ويَنْهَبونَ
وبَعْدَ النَّهارِ يَزْأَرونَ
يَقُصّونَ رُؤياهُمْ عَنْكَ
ونَامُوا عَلى قَميصِ يوسُفَ
الصِّديقِ
واغْتالوا ظِلِّي وسَمائي
واغْتالوا عَباءَة َالصِّديق ِ
ودَمَ عُثمانٍ
وسَيْفَ أَخي المُروءَةِ عَليٍّ
وأَهْلَكُوا عَمْداً
الحَرْثَ والنَسْلَ
فلا تَبْتَئِس ْ
أَنا التَّاريخُ أُحاكيكَ
ولا أَدْري بَعْدَ مَغيبِ الفَجْرِ
ما يَفْعَلونَ ..!؟
* * *
لا تَبْتَئِس ْ
بِما فَعَلوا بِكَ ...ويَفْعَلونَ
فَإِنَّما شَريعَةُ الغَابِ
تَهْجو عَلَيكَ وتَهْجُرُ
وتَبْغي عَليْكَ بِما يـَـتَمَـنّاهُ الظَّالِمُ
ويَحْلُمُ ....!
عَدالَـةٌ يَحْكُمُ بِفِسْقِها فِرْعَونُ
وعُقولٌ تـَعْصي الإِلَهَ
ولا تَعْصي البَشَرَ
لا تَبْتَئِس ْ
فَعَدوكَ يَخْتَبِئُ خَلْفَ سُدْنَتِهِ
أَغَرَّ بِكِ تُيوساً مِنِ البَشَرِ
يُحاذِرُ مِنْ إِعْلانِ غَدْرَتــِهِ
كَما المَسيحُ يَخْشاهُ قاتِلُهُ
وكُلٌّ مِأْخوذٌ بِذَنْبِهِ
* * *
لا تَبْتَئِس ْ
بِما كانَ وسَيَكونُ
ولا تَخْشَى الرِّيح َالحَمْراءَ
إذا ما هَبَتْ مَدْفوعَةً
بِأَمْرِ غُرورِ السُّلطانِ
فَغَداً سَوفَ تُشْرِقُ
الشَّمْسُ البَيْضاءُ
وتَتَجَلَّى عَدالَةُ اللهِ
ويَصْرخُ القَاسِطونَ
تَبّاً لِعَدالَةِ السُّلطانِ
* * *
لا تَبْتَئِس ْ
وكُنْ راسِخاً
كَشُموخِ هامَةِ العُروبَةِ
فَإِنَّما أَنْتَ تَعْدُلُ أُمَّةً
في عُرْفِ السُّلْطانِ
ولا يَحْذَرُ ابْنُ لُكَّعٍ
إِلاَّ جَسارَةَ الأَحْرارِ
فَكَمْ سَرَ قافي الأَمْسِ
مِنْ أَجْسادِ الأَبْرارِ
* * *
وأَخيراً لا آخِراً
الحَقَّ أَقولُ لَكَ ..
يا أَيــُّها الشَّقاءُ المُعَذَّبُ
أَيــْنَعُ الإِيمانِ
وأَطْيَبُ ثَمَرِ القَولِ
كَلِمَةُ حَقٍّ ....
والبَقِيَّةُ يَعْلَمُها
اللهُ ... والوَطَنُ
والتَّاريخُ .

* * *










في
" أنا بوليس "

" ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون ، لأنكم تشبهون قبوراً مُبْيّضة ،تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات "
يسوع المسيح







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في أنا بوليس







أَهْواكَ
عَلى شَاطِىءِ
أُمْنياتي وأَحْلامي
َيتَراءَى لي اسْمُكَ العَظيمِ
وخُلودُكَ الأَبَديُّ
عَلى سَاحِلِ التَّاريخِ
فَأَنْتَ مَمْنوحٌ بِعنايَةِ الله ِ
مُنْذُ الأَزَل ِ
ولم أَكَدْ أُصَدِّقُ
أَنْ يُعَرْبدُ عَلى ضِفافِكَ
قَاتلِوا التَّاريخِ
وسَارِقوا الحُبِّ والهَوى
العُذُريُّ
* * *
أَهواكَ يا وَطني
مُنْذُ بِدايَةِ الخَلقِ والتَّكوينِ
كُلُّ الأَنبْياءِ
مَشَوا عَلى رِئَتيكَ
وتَنَفَّسوا ريحَ جَنَّتِكَ
وتَنَسَّموا عَبيرَ
فَيضِكَ الرُّوحيُّ
وتَجَليكَ الأَعْظَمُ
في مِحْرابِ التَّاريخِ
والوجودِ
وقرؤوا اسْمَك َالمُزَكَّى
تَحْتَ ظِل ِّعَرْشِ اللهِ
* * *
أَهْواكَ يا وَطَني
يا وَطَنَ العُروبَةِ والخُلودِ
يا مَعْبَر َالنَّاجينَ عَلى الصِّراطِ
يا مَلاذَ الطَّائفينَ
والرُّكَّعِ السُّجودِ
يا بَوابَةَ طَالبي القُرْبِ
مِنْ جَنابِ الرَّبِّ البَّر ِالرَّحيمِ
لَطَّخوا اسْمَكَ بِالعارِ
وفَضَحوا أَسْتارَ عُثْرَتِك َ
وتَلاعَبوا بِأَديمِ أَرْضِكَ
وتآمَروا عَلى سَرِقَةِ لآلِئِ
وجْنَتيك َ
ومَضَغُوا كِبْدَكَ
بَاعوك َفي سُوقِ النُّخاسَةِ
بِثَمَنٍ بَخْسٍ
في " أنا بُوليسْ "
ولم يـَتَبَقَى لَهُمْ سِوى أَنْ يَبْصُقوا
في وجْهِكَ الصَّبوح
ويُيـَمِّموا وجُوهَهَمْ
شَطْرَ البـَيْتِ الأَسْوَدِ
ويُصَّلوا صَلاةَ الخَائِنين َ
لِيُباركَهَمْ شَياطينُ الحَرْبِ
لا السَّلام ِ
* * *
أَهواكَ يا وَطَني
رغْمَ أَنـْفِ المُعْتَدي
سَتَبْقَى سِحْرَ الشَّرْقِ
وضِياءَ مُهْجَة ِ بِلاد ِالغَرْبِ
و العَجَمِ
هَكَذا أَنْتَ دائِماً ياوَطَني
في حُزْنِكَ وسُرورِك
وفي ضَحِكِكَ وبُكائِكَ
تَفيضُ بِالمحَبَةِ والسَّلام ِ
وتَفوحُ بِرائِحَةِ اليَّاسَمينِ
فَتَبَّتْ يَدَ أَبي رِغالٍ وتَبْ
في "أنا بُوليس
ولِيَذْهَبَ المُتَصَهيّنونَ
إلى جَحيمِ مِتْحَفِ الخِيانَةِ
في التَّاريخِ
أَمَّا أَنْتَ يا وَطَني
فَلا فُضَّ فُوك َ
ولاعُدِمَ سِحْرُك َوَنِضَالُكَ

* * *














العَابِرونَ مِنَ التَّاريخِ

حتى قائد السلطة العسكرية في دولة متمدنة قد يغبط زعيم العشيرة الذي كان المجتمع الأبوي القديم يحيطه باحترام طوعي غير مفروض
بالعصا .
لينيين








ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العَابِرونَ مِنَ التَّاريخِ





مِنْ هُناكَ
عَبَروا ومَضَوا
مِنْ خَلْفِ سُطورِ التَّاريخِ
مِنْ أَمامِ هِضَابِ وأَوديَةِ
صَفَحاتِ هَذا الزَّمنِ المَعهودِ
مِنْ هُناك َ
عَبَروا ومَضَوا
يَحملونَ أَلْحانَ النَّصْر ِ
وأَنْغامَ العُروَةِ الوثْقَى
يَبْكونَ
اجْتَازوا المَدى
مَدى الماضي إِلى الحَاضِر ِ
أَضَاءوا كَالشُّموس ِ
في كَبِدِ سَمائِنا المُتَلَبِدَةِ
تَتَساقَطُ دموعُهُمْ مِدْراراً
تَروي قُلوبَنا العَطْشَى
تُحَرِّرُ قُيودَنا مِنَ الخَوفِ والهَزيمَة ِ
َيبْكونَ
عَلى المَحِجَّةِ البَيْضَاءِ
أَيــْنَ أَفِلَت ْ
يَتَساءَلونَ مُتَقابلينَ
أَيـْنَ جَنَى النَّصْرِ ياوطَناً
* * *
قَالَ صَلاحُ الدِّينِ :
أَيــْنَ أَنْتُمْ ...أَيــْنَ أَمْسي ؟
أَيــْنَ ذَاكَ الصَّهيلِ ..؟!
مَا كَانَ لَكُمْ
أَن ْتــَخْلفوني بِسوء ٍ
بِذي نَصْري ومُجْتَهدي..!؟
حِرصاً
عَلى المَناصِبِ الحَلوبِ
والوَلاءِ لِلعَدوِ
أَضَعْتُمْ رُبوعَ النَّصْر ِ
في حِطينٍ ...!
فَأَفْلَسَ التَّاريخُ
بَينَ أَيديكُم ْ...!
وقَصَدْتُم السَّرابَ
ولُجينُ الماءِ قَدْ نَضَب َ
* * *
مِنْ هُناك َ
عَبَروا ومَضَوا
اجْتازوا المَدَى
يَـتَساءَلونَ ...
بَعْدَ أَنْ رَأَوا الشَّوكَ والقَحْطَ
أَيـْنَ تِلكَ الشَّامِخَاتِ قَدْ ذَهَبَتْ
قَالَ المَعَريُّ
هَلْ فَجْرٌ قَريبٌ
لِهَذا اللَّيلِ المُدْلَهِّمِ الحَالِكِ
تَرى نَفْسي مِنْكُمْ
حَالَ العُيَّيِّ الأَبْكَمِ
لا تَقْدرونَ عَلى شَيءٍ
كَحاطِبِ لَيْلٍ مِن ْ غَيْر ِ
فَأْس ِ
وعَبَدْتُمْ المَالَ والوَثَنَ
وتَارِكُ صَلاتِهِ إِلى اللهِ أَقْرَب ُ
إِذا مَا قُلْتُ أَن َّاللهَ يَسْمَعُنا
عُذْراًً .. بَني قَومي
فَقَدْ بَلَغَ السَّيلُ الزُّبــَى
وأَرْجَفْتُمْ في رَوْعَةِ
التَّوبَةِ والغُفْران ِ
* * *
مِنْ هُناكَ
عَبَروا ومَضَوا
تَصَّحَرَ الأَمَلُ في نُفوسِهِمْ
بَاغَتَهُمْ مِنَ اللَّيلِ الطَّويلِ
هَمُّ الخَريفِ
وحَزَنُ الشِّتاءِ
قَالَ ابْنُ بَطوطَةَ :
أَيـْنَ نَبْضُ العُروبَةِ ...
أَيــْنَ ذَاكَ الإِعْصار ِ ...!؟
رَضَيْتُمْ بِمُسْتَنْقَعِ الرَّحيلِ وَطَناً
وعُقولٌ تُشَاطِرُ الذُّل َّولا تَنْضَوي
تَحْتَ شِعارِ اللهِ
وتُنادِمُ الأَشْباحَ
ومَنْ اسْتَشاطَ أَمْسُهُ غَضَباً وقَالَ :
أ َنْتُمْ وما تَعبدونَ تَحْتَ قَدمي
يَعْبُر ُويَمْضي
مُنْتَفِضاً عَلى الوَثَنِ
مَاذا بَعْدَ رِدَّةِ الرُّوحِ
أَيْن َأَضَعْتُمُ اللهَ
وتَاريخَ القَادِمِ مِنَ الغَيْب ِ
وإِفْكاً صَنَعْتُمْ
سُوراً بَيْنَ الأَرْضِ والسَّماءِ
* * *
مِنْ هُناك َ
عَبَروا ومَضَوا
عَلى مَطِيـَّات ٍ مِنَ النُّورِ
يُذيعونَ كَلِماتٍ
كَأَنَّها قَبَساتٌ مِنَ الوَحيِّ
قَالَتْ حَكيمَةُ العَاشِقين َ
ابْنَةُ العَدَويِّ :
مَا كَانَ لَكُمْ
أَنْ تُغْمِضُوا أَعْيُـنَكُمْ
عَنِ القُدْسِ ...؟
عَنْ مَسْرَى العُروبَةِ إِلى الشُّهُب ِ
فَبِماذا تُحاجُّون َالرَّسولَ غَداً ..؟
هَكَذا أَسْرَفْتُمْ في الهُراءِ
وقِبْلَتي الأُولى
إِلى السَّماءِ تَبْكي ...!
وابْنُ خَيْبَرَ عَلى أَرْضي يَمشي
حَرامٌ عَلَيكُمْ
وظِلُّ اللهِ بَيْنَكُمْ غَريباً
يُصْبِحُ ويُمْسي ..!
* * *
مِنْ هُناكَ
عَبَروا ومَضَوا
أَفُصَحُوا عَنْ خَريفِ يَأْسِهِم ْ
بَاحوا بِالخَطْبِ فيما بَيْنَهُم ْ
قَالوا جَميعا ً :
إِنَّ التَّاريخَ لا يَرْحَمُ
فَيا أَنْتُمْ ...
يَاأَيــُّها الضَّائِعون َفي مَفازاتِ
التَّاريخِ
أَيـُّها المُتَشَعِبونَ حُكْماً ووَلاءً
أَضَعُتُمُ الخَيْلَ والبَيداءَ
وصَهْوَة َالمَجْدِ
وفَنَّ الأَصالَةِ عَلى السُّعُفِ
وضَرَبْتُمْ صَفْحاً
عَنْ حَلباتِ العِزِّ
كَأَن ْلم نَكُنْ بِالأَمْسِ
ولم تَكُنْ مَآثُرُنـا
أَيــُّها المُشْبَعونَ مَرارَةً
أَيــُّها المُتَطوحونَ هَزيمَةً
إِمَّا أَنْ تَكونوا أَو لا تَكونوا
فَحاذِروا...
ثُمَّ بــَعْدَ هُبوبِ الرِّيحِ
حَاذِروا
مِنَ الحَبْوِ نَحْوَ
البَيْتِ الأَبــْرَصِ ا لمُسْوَّدِ...!؟
* * *










كُنْ عَرَبيّاً

" أحبوا العرب لثلاث : لأني عربي والقرآن عربي ولغة أهل الجنة هي العربية "
" من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي "
محمد رسول الله









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكُنْ عَرَبيّاً









كُنْ عَرَبيّاً لاعُرَيــْبِيّاً
حَوْلَ بُرْعُمِ الفَجْر ِالمُسْتَعْلَمِ
وامْضِ إِلى حَيْثُ بَيارِقِ الخَيْلِ
يَعْصُفْنَ
فَوْقَ قِمَّة ِالشُّموخِ العَرَبيِّ
واضْرِبْ بِسِهْمِك َ
ولاتَكُنْ مِمَّنْ تَهاجُوا خِواراً
أَوْ كَابــْنِ آوى
يَجُسُّ بِلَيْلٍ بَهيم
صَدَى يَدِ الكِرامِ عَلى اللِّئامِ
* * *
كُنْ عَرَبِيّاً ..أَخَا هِمَّةٍ
لِلمَعالي يَهفُّ قَلْبُهُ وَيتَرَّنــَّمُ
واتَّخِذْ لِلجَنَّةِ والخُلودِ سَبيلاً
كَالأَيادي البِيضِ الرَّاجِماتِ
عُلوجَ قِوَى الغَدْرِ
في فِلَسْطينَ
ويَتَراقَصْنَ أَمامَ آلةِ الحَرْبِ
والنُّفوسُ أَبِيَةٌ
مُدَجَجَةٌ بِروحِ الوَحْيِّ
والإِيمانِ
* * *
كُنْ عَرَبيّاً مُؤْمِنَ الخُطا
أَخَا الخَنْساءِ ، وابْنَ الوَليدِ
وأَخَا طارِقٍ
واقْتَحِمْ خِضَمَّ العَدُوِ
غيْرَ هَيّابٍٍ هَديرَ قُوَّتِـ
كَأَبْناءِ فَجْرِ العُروبَةِ المُتَهادي
في " حَماسٍ "
يَتَأَلــَقونَ صُموداً
يَتَفَجَّرونَ جِهاداً
في غَزَّةَ ... أوفي جَنينَ
أَو كَأَبْناءِ دِجْلَةَ الغِضَابِ
عَلى العَدوِّ
يَنْشَبونَ لَهيباً
وبَيْنَ النَّهارَينِ يَنْهَضُونَ لُيوثاً
كِراراً... فِراراً
في شِمال بِلادِ الرَّافِدَين ِ
أَوْ في الجَنوبِ ...
* * *
أَيــُّها الجَريحُ النَّفْسِ
أَيــُّها السَّجينُ الفُؤادِ
كُنْ عَرَبِيّاً ..أَخا حُزْنٍ
كَالخَافِقَيْن ِ
فَوقَ دُموعِ الثَّكالىَ
أَو يانِعَ الحُزْنِ
كَابــْنِ الشَّهيدِ
إِذْ يَرومُ ويَشْتَهي
تَقْبيلَ عِطْرَ دَمِ أَبيهِ المُتَوَّرِدِ
فَوقَ ثَرَى الوَطَنِ
* * *
كُنْ عَرَبِيّاً أَبِيَّ الوِئامِ
عَصِيَّ المَهانِ عَلى العَدوِّ
وامْضِ مُسْتَعْلِيّاً
كهامةِ الصُّمودِ
أَقِمْ في فُسْحَةِ الكَرامَةِ
مُسْتَظِلاً بِنورِ اللهِ والتَّاريخِ
واصْدَحْ بِصَوْتِكَ
غَرِّدْ بِلِسَانِكَ العَربِيِّ المُبينِ
نَادي على الشَّمْسِ
تَأَنـَّقْ بِالغَضَبِ
كَأَبْناءِ جُلَّقِ كِرامُ الفَضائلِ
يَسْعَونِ للعُلا
ولَنْ يطولَ فَجْرُ الحُلُمِ
العَرَبيِّ
* * *
اِنـْتَبِهْ .... كُنْ عَرَبِيّاً
فَغَداً يُشْرِقُ الحُلُمُ العَربيُّ
وغَداً يُسْفِرُ الأَمَلُ المُنْتَظَرُ
عَنْ فَجْرِهِ
وتُنادي الأَرْضُ
ِانـْتَبِهْ يا عَربيُّ
فَهُناكَ يَقِفُ فَاجِرٌ يَهوديٌّ
خَلْفَ ظِلّي
خَلْفَ حَجَري
وخَلْفَ شَجَري
وغَداً يُعْلِنُ الكَون ُ
ويَحْكي الغَيْمُ لِلرِّيحِ
ويَقُصُّ الرَّعْدُ لِلمَطَر ِ
أَنَّ الحَقَّ ... كُلَّ الحَق ِّ
لأَخي الصَّبْرِ
الإِنْسانِ العَربيِّ
فَكُنْ عَرَبيّاً ولا تَنْحَني
لِذِئابِ الغَدْرِ
خَلْفَ أُتونِ الهَمِّ العَربيِّ

* * *















ثَورَةُ النَّمْلِ

"حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة : يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون "
من الذكر الحكيم
النمل :





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــثَورَةُ النَّمْلِ







نَمْلَة ٌ كَانَتْ تَسْعَى
بَينَ القِشَّةِ
وذَرَّةِ الأَرْضِ
سَمِعتُ صَوتَها يُجَلْجِلُ
بِأُفُقٍ
مَاذا فَعَلْتُمْ
أَيـُّها البَشَرُ
مَاذا جَنَيْتُمْ عَلى روح
الأَرْضِ
فَلَمْ يَعُدْ
ابْنُ الأَرْضِ يُحاكي
شُهُبَ الشَّمْسِ
أَو يَذْكُر َاللهَ عَلى مَهَل ٍ
مَاذا جَنَيْتُمْ أَيـُّها البَشَر ُ
فَلَمْ يَعُدْ أَديمُ الأَرْضِ
يُصَافِحُ ذُرى النَّجْمِ
إِذا هَوى
ولم أَدْرِ كَيْفَ أَمْشي
أَو أَنْجُوَ مِنْ آلامِ مَسْغَبَةٍ
ولا الأَرْضُ تُقْليني
* * *
نَمْلَةٌ كَانَتْ تَسْعَى
عَلى عَجَلٍ
تَنوءُ بِحَمْلِها
تُصارِع رَحَى الجُوعِ
تُناجي الدَّمْعَ
بَينَ خُيوطِ الأَرْضِ
وحَقيقَةِ القَذَرِ
تَقولُ لو أَصْغَى الزَّمانُ لِقَولِها :
هَذِهِ دُنياكُمْ أَيــُّها البَشَر ُ
أَمْعَنْتُمْ في قَتْلِ المَحَبَّةِ
وجَرْحِ خُطَا اللهِ عَلى الأَرْضِ
واقْتَرَفْتُمْ ا لحُقْدَ والبَغْضَاءَ
معَ الكُفْرِ
وزَعَمْتُمْ أَنَّ الحَقَّ يُوافيكُمْ
فَلا الحَقُّ ولا الحَقيقَةُ
حَلَّتْ بِواديكُمْ
ولو عَلِمْتُمْ ما تَأْتي بِهِ
يَدُ القَدَر ِ
* * *
نَمْلَةٌ كَانَتْ تَسْعَى
بَينَ زُغَابَاتِ العُشْبِ
وحَطيمِ الحَجَر ِ
تُحاوِرُ الفِكْرَ والزَّمَنَ
تَبُثُّ شُجونَها وشَكْواها
تَبوحُ سِرَّها
تَـتَعالى مِنْها صَيْحاتُ الضَّجَرِ
كَمْ جَنَيْتُمْ عَلى الدُّنْيا
أيــُّها البَشَرُ ...!؟
حتَّى ضَاقَتْ بِنا الحِيَلُ
وعَصَفَ بِنا البُؤْسُ
وعَزَّ عَليْنا الطَّلبُ
واجْتاحَنا سَيْلُ الهَمِّ والقَلَقِ
وتَرَكْتُمْ لنا الخَرابَ
وظِلالَ الصُّوَرِ
عُفْنا مَسارِبَ الظَّلامِ
وعَاتَبَتْنا الرِّيح وعَابَنا العُشْبُ والحَجَرُ لِما لا تَثورونَ
عَلى ظُلْمِ البَشَرِ

* * *









أَلحانٌ مِن ْوَحيِّ قِدْرَةِ اللهِ

حينما لا نجد العظمة في الله لا نجدها في أي مكان آخر
نيتشه







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أَلحانٌ مِن ْوَحيِّ قِدْرَةِ اللهِ









إِلهَي
في عَوالمِ غَيْبِكَ
تَجَلَّتْ قِدْرَتُكَ الخَفِيَّةِ
وفي عَوالمِ خَلْقِكَ
تَجَلَّتْ نِعَمُكَ الجَلِيَّة
وفي عَوالم ِالأرْواحِ
بانَتْ فُيوضاتُكَ النَّدِيَّةُ
واللَّيْلُ والنَّهارُ
والشَّمْسُ والقَمَرُ
والنُّجومُ التِّي تَخْبو في السَّماءِ
والغُيومُ التِّي تَسيرُ معَ السَّحابِ
آياتٌ بَيِّناتٌ
مِنْ إِبْداعِ صُنْعَتِكَ
والطَّيْرُ في جَوِّ السَّماءِ
يَقْبِضْنَ ويُمْسِكْنَ
بِتَسْخيرِ أَمْرِكَ وَوَحْيِّكَ
وأَنا الإِنْسانُ
وَما خَلَقْتَ مِنْ رَوْحٍ
تَدُبُّ عَلى الأَرْضِ
أَو تَرُفُّ معَ النَّسيمِ
إِلاَّ أَحْوالٌ مِنْ وجودِكَ
وشَواطِىءٌ مِنْ بِحارِ
تَجَليكَ وتَفَرُّدِكَ
* * *
إِلَهي
نِعْمَةُ العَافِيَة
وبَلْسَمُ الآلام ِ
رَهْنُ إِشارَتــِكَ
يا طَبيبَ الأَطِبّاءِ
يا مُنْتَهى الآمالِ
صِلْ وجودَكَ بِعَدَ
ودَواءَكَ بِسَقَمي
وأَنْعِمْ عليَّ بِمِيْتَةٍ
في أَحضانِ عَفْوِكِ وَمغْفِرَتِكَ
وأَدْرِكْني بِيَدِ فَضْلِكَ الذِّي
لايَنْقَطِعُ ولا يَحورُ
المَحَطَّـةَ الأَخيرَةَ مِنْ رِحْلَتي
بَيْنَ الوجودِ والعَدَمِ
والحَاضِرِ والغَيْبِ
* * *
إِلَهي
خَلَقْتَ الحَياةَ
رَوضَةً فَيْحاءَ
وقُلْتَ لِلبَشَر ِ
طِيبوا بِالمَحَبَّةِ
انْشُروا النُّورَ والعُرْفانَ
داوِمُوا عَلى فَيْضِ السَّماءِ
تَسامَروا معَ اللَّيلِ بَالمَعْروفِ
أَوْقِدوا شَمْعَةً في الظَّلامِ
وإِذا نُمْتُمْ لا تَنْسوا
رُؤَى حَقيقَةِ الزَّمانِ
ولَكِنْ ...
تَاهَ الضَّوءُ
ومَكَث َالزَّبَدُ
في وَضَحِ الحَياةِ
وما يَنْفَعُ الإنْسانَ
ذَهَبَ جُفاءً
ولَمْ يَبْقَ في صَوامِعِ القُلوبِ
إِلاَّ رُسومٌ وأَشْباحُ الصُّوَرِ
* * *
إِلَهي
رَجاءُ العَارِفينَ بِكَ
مُسْتَمِرٌّ
مَا دامَ الكَونُ في قبْضَتِكَ
وفي يَمينِكَ
وما دامَ نَبْضُ الحَياةِ
يُشْرِقُ معَ وَحْيِّ الشَّمْسِ
كُلَّ نــَهارٍ
ويَغيضُ معَ تَكَوُّرِ الضِّياءِ
كُلَّ لـَيْلٍ
ويَتَجَلَّى بَهاؤُكَ الأَعْظَمُ
في أَنْفاسِ العَارِفينَ
وفي خَمْرَةِ النَّادمينَ
أَمَّا المُهَرولونَ خَلْفَ الضَّبابِ
فَقَدْ شَرِبُوا
وما خُمِروا ....
وما سَكَروا ...
وانْقَطَعَ مِنْ حُبِّهُمُ الرَّجاءُ ...
* * *
إِلَهي
روحِي تَماهَتْ في وجُودِكَ
ونَفْسي ذَابَت ْفي تــَسْبيحِ
آلائِك َ
والعَقْلُ يـَتَـنامَى عَارِجاً
فِيكَ عُرْفاناً
إلى َروْضَةِ عَرْشِكَ
وسُلطانِكَ
فَــإذا لم أَكُنْ أَعْرِفُك َ
فَـمَـنْ ذا الذِّي يَعْرِفُكَ
يا غَايـَةَ الحَقيقَةِ والوُجودِ
يا مَطْلــَبَ المَوجودِ بِقُوتِك َ
فَامْنَحْ حَقيقَةَ وجودي
نَسماتٍ مِنْ أَطْيافِ
رَحْمَتِكَ
فَمِنَ الوجودِ يُولَدُ الإِنْسانُ
ويَموتُ
عَلى أَنْغامِ رَحْمَتِكَ
* * *
إِلَهي
يارَبَّ كُلِّ حَقيقَةٍ
قَـبْل الوجودِ وقَـبْلَ اْن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://altajali.ahlamontada.com
 
ديوان دمشق يا بسمة الحزن للشاعر عبدالرزاق كيلو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ديوان في محار الشمس للشاعر عبدالرزاق كيلو
» ديوان حكاية الزمان للشاعر عبد الرزاق كيلو
» صَلواتُ الكِبرياءِ لِصانِعِ المَجدِ للشاعر عبدالرزاق كيلو
» يا زمان الحزن في بيروت .. للشاعر فاروق جويدة
» رسالة ترحيب بالشاعر عبدالرزاق كيلو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التّجلي  :: الأولى :: منتدى الشعر-
انتقل الى: