حوادث من واقع الحياة عندما تموت البراءة قصة مروعة لفتاة خدعت بصديقتها
الوحدة
محليات
الثلاثاء 23 / 8 / 2005
عبد الرزاق كيلو
أسوأ صدمات الحياة وأخطرها تلك التي تأتي من الذي يحيطون بالإنسان من أصدقائه وأقرانه عندما لا يكونون أهلا للثقة و الاحترام ينسون الوفاء ولا يراعون حق الصداقة ولا واجبات الصحبة
هذه القصة لفتاة كانت ضحية الصحبة والصداقة المزيفة والأقنعة البشرية التي تختفي وراءها نوايا الذئاب والأفاعي الماكرة تعلمنا في هذه الحياة أنه وإن كانت الثقة أمرا مهما في هذه الحياة
ولكن يتوجب على الإنسان الحيطة والحذر.
وألا يوليها إلا لمن يستحقها بعد دراية ووعي.
قصة الفتاة بدأت بعد انخراطها في الحياة الجامعية . كانت تلتقي باستمرار مع إحدى زميلاتها اللواتي كن معها في المرحلة الثانوية تسترجع وإياها الأيام والذكريات الجميلة وشقاوة الصبا ولهو البنات على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية غير أنها لم تكن تعلم بأن صديقتها هذه ستحيل حياتها إلى جحيم وشبابها المتفتح إلى مأساة ينقطع لأجلها القلب وتغرق في محيطها العيون...
بعد الزيارات و حديث الأحلام الوردية بينهما منحت هذه المسكينة لصديقتها الخبيثة كل ثقتها وهذا أمر عادي فهي صديقتها المقربة الموثوقة وما كادت الأيام تمر سريعا حتى تفاجأت هذه المسكينة بصديقتها تطرق باب منزلها عارضة عليها الخروج معها لقضاء بعض الوقت في إحدى حدائق المدينة ..! رفضت ذلك في البداية .. لكن صديقتها التي أخلصت لها ومنحتها كامل ثقتها أصرت على الخروج متذرعة بأن بعض صديقاتها أيام الدراسة الثانوية مجتمعات في منزل إحداهن ولهذا سوف يمران عليهن للخروج في نزهة جماعية إلى الحديقة العامة بعد أن تفرقن عن بعضهن طوال هذه المدة ..! رحبت المسكينة بفكرة صديقتها المخادعة , وخرجت معها حاملة نواياها البريئة , تسترجع في مخيلتها الذكريات مع صديقاتها !
وعندما وصلت إلى مدخل إحدى البنايات بعد أن قطعتا عدة شوارع سيرا على إقدامهما , طلبت الصديقة المخادعة منها الصعود معها على أساس أن الصديقات مجتمعات في شقة صديقة لهما في هذه البناية ..!
فصعدتا معا إلى احد الطوابق , وبكل مكر ودهاء وخبث .. طلبت منها الخبيثة أن تطرق باب إحدى الشقق لتفاجأ صديقاتها بها . ولتكون ضيفة الشرف في هذا الاجتماع ..! وبكل براءة وطيبة , طرقت الباب ففوجئت بامرأة متوسطة في العمر متبرجة فتحت لها الباب ..
فردت المسكينة عليها بارتباك : عفوا , نحن غلطانين في الشقة ,, فردت عليها المرأة والدهاء واضح في عينيها : لا لستما غلطانتين تفضلا .. ثم سحبتها من يدها وأدخلتها الشقة لتقع في المصيدة التي خططتها صديقتها الخبيثة المخادعة مسبقا ! ووقعت في الحيرة والارتباك عندما فوجئت برجال وشباب وبعض صديقاتها من أيام الدراسة , منهمكين جميعا في مشاهدة أفلام الخلاعة والمجون .. ! أحست أنها في عالم آخر ..! وبينما هي تعيش لحظة الخوف والارتباك والدهشة , والمفاجأة الصاعقة , قام احد السفلة وحاول أن يمس وجهها البريء .. لكنها منعته وبدأت بالصراخ ولان السفلة والمجرمين محتاطون ومجهزون بكافة أدوات جرائمهم التي يرتكبونها , على جناح من السرعة امسكوها من يديها وأعطوها حقنة أفقدتها الوعي ..! ولما صحت من غشيتها , وجدت نفسها على سرير في إحدى غرف الشقة , وهي في وضع حرج ..! فنهضت وخرجت إلى الصالون فوجدت السفلة وهم يتفرجون عليها بالفديو وهي " .. " ومن غير رادع أو ضمير وبلا رحمة كانوا يضحكون ويقهقهون وصديقتها الخبيثة بينهم وهي تقول لها : أتمنى أن تكون المفاجأة قد أسعدتك ! فأغمي على المسكينة من جديد , فأيقظوها , ومن ثم أوصلتها صديقتها المخادعة إلى منزلها .. ولما دخلت المسكينة إلى منزلها غرقت في بحر من الدموع , والخوف والحيرة والحزن ! وبعد ثلاثة أيام اتصلت بها صديقتها الخبيثة , وحددت لها موعدا للخروج معا .. لكنها رفضت فهددتها بشريط الفيديو الذي صوروها فيه , وبالصور الفوتوغرافية التي التقطوها لها .. استمرت المسكينة راضخة لرغبتهم لفترة طويلة وهم يفعلون بها ما يريدون , حتى جاء ذلك اليوم الذي بدأت تشعر فيه بالآلام والأوجاع , وان هناك تغيرات لاحظتها في محيط جسمها , طلبت من صديقتها الخبيثة مرافقتها إلى عيادة احد الأطباء , ولما فحصها الطبيب وكشف عليها , طلب منها الانتظار في الخارج , وبينما الطبيب يتحدث مع صديقتها الخبيثة , وكانت تسمع ما يدور بينهما من حوار , فقال لها الطبيب : أن صاحبتك مصابة بالايدز ! وأريد منك بعض المعلومات عنها ..! لكنها قاطعت الطبيب وخرجت مسرعة وفي الطريق انهالت المسكينة على صديقتها الخبيثة باللعن والشتائم , وأخذت تدعو عليها ولما وصلتا إلى الشقة المشبوهة , قالت الخبيثة للموجودين : لا احد يمس هذه الحشرة بعد اليوم , فقد أصيبت بالإيدز وهكذا , بعدما ابتليت هذه الفتاة المسكينة في شرفها أولا , وفي مستقبلها ثانيا , وفي صحتها وعافيتها ثالثا .. أعطوها صورها وكل ما يخصها لديهم لأنها لم تعد تلزمهم , فقد اخذوا مبتغاهم منها ورموها رمية الكلاب ..!
فهل بعد هذه القصة من نذير لفتياتنا في هذا العصر ..! حقا أن الثقة شيء ثمين وعظيم في الحياة ! ولكن لا تعطى لأي من الناس .. وحقا كما قال حكماؤنا الأقدمون : احذر من عدوك مرة , واحذر من صديقك ألف مرة ..!