كتب : د.مصطفى الآغا -دبي
أعترف أن ذاكرتي باتت خربانة ( مثلي ) ولكني أحياناً أتذكر أموراً معينة رغم مرور سنوات طويلة عليها علماً أنها قد لا تكون ذات أهمية ولا أعرف لماذا تبقى في ذاكرتي ... من هذه الأمور أنني كتبت مرة مقالة أو موضوعاً في جريدة " الإتحاد " قبل أكثر من 15 سنة انتقدت فيه بشدة تناقضاتٍ واضحة وفاضحة في تقرير أعتقد أنه كان مقدماً للمجلس المركزي قبل انعقاد دورة انتخابية ... ويومها أجاز المرحوم عدنان بوظو الموضوع وكنت أتصور أنني سأواجه بموجة من الانتقادات والعتب وربما الغضب وربما حتى (يقطعوا لي كرت) من العمل ... الغريب أن أحدا لم يُعاتبني فيما كتبت وتساءلت ( بيني وبين نفسي طبعاً) : هل وصلنا لهذه المرحلة المتقدمة من تقبل النقد ومن الديمقراطية ؟؟؟
ولكني فوجئت أن أحداً لم يقرأ ما كتبته .... فقمت بخطوة أخرى (متهورة) وكتبت مقالة تنتقد من لا يقرؤون وإن قرؤوا لا يأبهون على اعتبار أن كل ما تكتبه الصحافة ( المحلية ) هو حكي جرايد لا يقدم ولا يؤخر طالما أن المسؤول يستمد قوته من أشياء كثيرة قد يكون تفانيه في عمله وإبداعه في منصبه هو آخر الأشياء التي يتم الحكم عليه من خلالها ...
لا أعتقد أن هناك من يأخذ الصحافة أو الإعلام الرياضي على محمل الجد وإن كنت جازما أؤكد أن السيد رئيس مجلس الوزراء من المهتمين جدا ً بالشأن الرياضي وأعتقد أنه يتابع ما تتم كتابته ولكني أتحدث بشكل عام عن عشرات المعنيين بالمسألة الرياضية ممن لا يبادرون للفعل إلا إذا تم الحديث عنهم بشكل شخصي وبالاسم ... فيكون رد فعلهم كالعادة انفعالياً وشخصانياً...
لهذا وللأسف فإن معظم كتاباتنا تكون " ممغمغة " وعمومية وتحت ستار : سمعنا ويقول البعض ونتهم البعض القليل ونحيي البعض الكثير إلخ إلخ إلخ..
وقبل أن يبادرني أي منكم بالاتهام أعترف وأقر بأنني لست استثناءً لأن الفكر السائد يقول لماذا أكتب مقالة وأخسر الكثير من المتنفذين وآتي بوجع رأس لنفسي ولماذا لا يكتب غيري ولماذا أرفع سقف النقد طالما أننا جميعاً نعرف أنه لن يؤدي إلى أية نتيجة ... مثل هذا الفكر (الدفاعي) أوصلنا إلى أن نجترّ على مدى عشرات السنوات نفس الأسطوانات ونفس المشاكل مع تغير الوجوه والأشكال ولكن دون أن يكون هناك تغيير جذري وحقيقي في الوضع العام للرياضة السورية ....
نريد رابطة فاعلة للإعلام الرياضي وليس رابطة مثل همزة الوصل تُكتب ولا تُلفظ ونريد إعلاماً مؤثراً وهو لن يكون مؤثراً مالم يكن ( مدعوماً ) ومحمّياً من ردات الفعل الشخصية لبعض المتنفذين ... نريد إعلاماً رياضيا ًمتخصصاً حتى يكون نقده مقبولاً .. نريد مساحات أكبر في الصفحات الأولى من رؤساء تحرير الصحف السياسية للأخبار الرياضية وحتى لمقالات يمكن أن تؤثر بدل أن تكون مجرد حبر على ورق ... نريد الكثير وسنقبل مبدئياً بالقليل ... المهم أن نبدأ ......