الثلاثاء, 17 نوفمبر 2009 01:11
في إطار تدشين موقعه الإلكتروني بثوبه الجديد، نظّم المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) منتدى (تطوّر صحافة الإنترنت في السودان وآفاق المستقبل)، بحضور نخبة من قادة الفكر والرأي والمختصين بالشأن، على رأسهم البروفيسور علي شمو، رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، والدكتور ياسر عبد الفتاح، الخبير في مجال تقانة المعلومات والاتصالات، وذلك بالقاعة الأكاديمية بمركز الشهيد الزبير اليوم الثلاثاء 10 نوفمبر 2009م الساعة الثانية عشرة ظهراً.
بداية صحافة الإنترنت
تحدّث في بداية المنتدى محمد الأمين النحاس، مدير النشر الإلكتروني بالمركز، مستعرضاً رحلة تطوّر صحافة الإنترنت والتي بدأت في العام 1994 عبر صحيفة (الواشنطون بوست) التي دشّنت موقعاً على الإنترنت مواز لنسختها الورقية، وتوالى ظهور الصحف التي تنشر على الإنترنت، ومن ثم بدأت تتكوّن فكرة ما يعرف بصحافة الإنترنت. مشيراً إلى أن السودان دخل هذه المنظومة حيث بدأت العديد من الصحف تصميم مواقع على شبكة الإنترنت.
تجربة موقع SMC
وعن تجربة المركز السوداني للخدمات الصحفية، أوضح النحّاس أن رحلة تطوّر موقع المركز على الإنترنت بدأت في العام 2003، حيث ظهر كموقع إخباري له هدف رئيسي وهو عكس النشاط والأخبار السودانية ونشرها عبر الإنترنت، مؤكّداً أن الموقع مر بثلاث مراحل تطبيقية، الأولى الاعتماد على نشر الأخبار بالاعتماد على النص والصورة فقط، ومن ثم تم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي معالجة الأخبار من خلال استخدام تطبيقات النشر الإلكتروني و(الملتميديا) باستخدام الصورة والصوت والفيديو. ومن ثم المرحلة الثالثة وهي الموقع الجديد بمميزاته الحالية يأتي من باب تقديم خدمات صحفية أفضل ويرضي تطلّعات جميع المتصفّحين المتابعين للأخبار والموضوعات التي تعكس ما يدور في السودان على كافة الأصعدة. وعدد المزايا الجديدة للموقع والمتمثّلة في التبويب، وسهولة النشر، وإمكانية التعديل في النص وتطويره، والتحكّم في الخط، إضافة لخاصية التعليق، والاستطلاعات النوعية التى تشكّل همّاً للمواطن، وإمكانية إرسال الأخبار عبر البريد الإلكتروني، وخارطة توزيع الأخبار، ومكتبة الصور والفيديو، ومعالجة المواضيع الرياضية والفنية والاجتماعية وتقديم خدمات أسعار العملات وأحوال الطقس.
10 ملايين زائر
وأشار النحّاس، في حديثه إلى أن الموقع أصبح يتمتّع بعدد كبير من الزوّار على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث بلغ عدد زواره في العام 2008 أكثر من 10 ملايين زائراً.
مستقبل الموقع
وفي جانب آفاق المستقبل للموقع أكّد النحّاس أنهم سيعملون في المرحلة القادمة على نشر الموقع باللغة الانجليزية ثم الفرنسية، مع رفع جودة الأداء العام، ومد يد التواصل مع مختلف القطاعات لزيادة عدد المتصفّحين للموقع، مع دعوة القائمين على الأمر لتوثيق تجربة SMC.
آفاق الصحافة الإلكترونية في السودان
الدكتور ياسر يوسف، الخبير في مجال تقانة المعلومات تحدّث عن آفاق الصحافة الإلكترونية في السودان، وأوضح في بداية حديثه أن مصطلح الصحافة الإلكترونية أشمل من صحافة الإنترنت حيث أن صحافة الإنترنت هي نسخة ورقية تحوّلت إلى الإنترنت، أما الصحافة الإلكترونية فهي أكثر شمولاً حيث تعني صناعة ونشر الخبر عبر الوسائط الإلكترونية. مؤكّداً أن السودان يحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى أفريقيا.
مشاكل النشر الإلكتروني
وعن مشاكل النشر الإلكتروني في السودان أوضح د. ياسر، جملة من المشاكل على رأسها أن غالبية المواقع الإلكترونية في السودان هي مواقع تكميلية لمؤسسات إعلامية سواء أكانت صحف أو إذاعات أو فضائيات أو وكالات لديها نسخ ورقية، أما المواقع الإلكترونية البحتة فهي قليلة جداً. وكذلك من المشاكل أن غالبية المواقع الإلكترونية تدار بذهنية الوسائل التقليدية الورقية من حيث الأشكال التحريرية، مؤكّداً أنه للنجاح في المواقع الإلكترونية لا بد من استخدام التفاعلية في المواقع التي هي غير موجودة حالياً. ومن المشاكل عدم الاستفادة من عناصر (الملتميديا) النص والصورة المتحرّكة والفيديو. وأيضاً مشكلات التصميم غير الجاذبة والتي تحول دون دخول المتصفّحين إلى المواقع، والتعامل مع الموقع من باب الهواية أكثر من الاحتراف، والنظرة للمواقع الإلكترونية كوسائل ثانوية لتحقيق أغراض ثانوية وعدم تكليف أشخاص مسؤولين عن إدارة هذه المواقع بصورة احترافية. وأيضاً عدم الاهتمام بمسألة التباين في التصميمات بين الخلفية والخطوط المستخدمة، مع عدم وجود نسخة إنجليزية في معظم هذه المواقع مما يشكّل عائقاً كبيراً في انتشار هذه المواقع للوصول إلى العالم، وعدم وجود ضمانات للملكية الفكرية مما يشجّع كثيراً على عدم الكتابة في المواقع الإلكترونية.
الاهتمام بالبنية التحتية
واختتم د. ياسر، حديثه بضرورة الاهتمام بالبينة التحتية للمعلومات مع ضرورة أن يصاحب تطوّر الصحافة الإلكترونية تطوّراً في البنيات التحتية للإنترنت، وإتاحة استخدامه لكل فئات الشعب والعمل على إزالة الأمية الحاسوبية.
عدم الاستفادة من التقنيات
البروفيسور علي شمو، رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات أكّد في بداية حديثه أن الصحافة الإلكترونية هي واحدة من تطبيقات الإنترنت، وتتمثّل في نوعين الأول ورقي يتحوّل إلى إلكتروني والثاني إلكتروني كامل، مؤكّداً أن مواقع الصحافة الإلكترونية السودانية الآن في عداد الأموات حيث أنها لا تستفيد من التقنيات الإلكترونية الحديثة في تجديد الخبر وتطويره وتحديث المواقع على شبكة المعلومات الدولية.
صراع الصحافة الورقية والإلكترونية
وأشار شمو، إلى أن هنالك صراع دائر في العالم حالياً بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية مؤكّداً أن الغالبية للصحافة الإلكترونية في المستقبل، خاصة في الدول الأوربية في الوقت الراهن حيث أن الصحف الورقية تعاني اقتصادياً، لذلك يجب مراعاة أن التغيير قادم إلى السودان في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن بالسودان أكثر من 62 صحيفة تصدر يومياً يوزّع منها أقل من 500 ألف نسخة، وهذه نسبة متدنية جداً، لذلك لا بد من تشجيع المواقع على شبكة الإنترنت والاهتمام بها.
التدريب وبناء القدرات
واختتم شمو، حديثه بأهمية التركيز على بناء القدرات والتدريب للمحرر الإلكتروني واستخدام التقنيات الحديثة في الصحافة الإلكترونية خاصة وأن العالم في سباق مفتوح في عالم الإنترنت.
هذا وقد شهدت الورشة العديد من المناقشات والمداخلات من الحضور.