عبدالرزاق كيلو
عدد المساهمات : 22 تاريخ التسجيل : 13/12/2009
| موضوع: بيروتُ ... يا محار الحُزنِ العُذريِّ الإثنين فبراير 01, 2010 6:08 pm | |
| بيروتُ ... يا محار الحُزنِ العُذريِّ للشاعر عبد الرزاق كيلو مُهداة إلى أَرواحِ شُهداءِ الآخرةِ الذّينَ قَضَوا نَحبهُمْ عَلى متنِ الطائرةِ الأثيوبيّةِ التي غادرتْ مطار بيروت و اِنفجرَتْ لِتوّها فوقَ شاطئ بيروت في ليلةِ عاصفةٍ ممطرةٍ في الرّابعِ و العشرينِ من شهر كانون الثاني عام 2010 ميلادية .
بيروتُ ... يا محار الحُزنِ العُذريِّ ناداكم الرّحيلُ بِفرحِ الأُمنياتِ فَحملتُم معطفَ الموتِ و غادرتُمْ رُبوعَ الأهلِ و الوطنِ إِلى ربوعِ السّماءِ و القَدرِ تَجاوزتُمْ الزَّمانَ في العبورِ الفَسيحِ و أَطلَقتُمْ عنانَ حُزنِكُم بينَ الغُيومِ في المدَى البَعيدِ فَكانَ زَغاريداً عَلى خدودِ النّهارِ *** يا أَنتمْ ... يا شُهداءَ الأرضِ و السّماءِ يا شُهداءَ اللّيلِ و النَّهارِ أَنتُمْ حاضرونَ في اِخضرارِ الشّمسِ هذا الصّباحِ وكٌنتمْ في أَلقِ النّجوم ِ ذاكَ المسّاءِ و الحزنُ .. الحزنُ البَّهيُّ الغاضبُ يَغارُ مِنَ الموجِ الضّاحكِ الصّاخبِ الذّي يَقذفُ بِآمالِكُمْ إِلى شُطوطِ الغَيبِ *** و هُنا ... على الأَرضِ رَجلٌ يَقفُ بينَ يديّ المُصابِ الأَليمِ خاشِعاً في ذُهولٍ و اِمرأةٌ تَقصدُ مِنْ وَعيِها تَعدو على عجلٍ و طفلٌ يَتسمَّرُ مَكانَهُ يَتناثرُ حُلُمهُ يبنَ الزَمانِ و المَكانِ يَتدَثّرونَ جميعاً بِلهفَةِ الانتظارِ عَلَّهُ على مَرأى عيونِهِمْ يًشرقُ مَلاكُ التَّجلي أَو عَلَّه على قاربِ الدّموعِ يَرحلُ الرّجاءُ إِليكُمْ يتساءلونَ كُلُّهُم لِماذا رَحلتُمْ عَنهُمْ قَريباً .. قَريباً قَبلَ أَنْ تُقبِّلوا الأَرضَ و قبلَ أَنْ تُعانقوا بَسمةَ الِاشتياقِ و قبلَ أَنْ تَقولوا : وداعاً للأَهازيجِ و الأُغنياتِ *** كُلُّ الموتَى على الأَرضِ يَطلبونَ كَأسَ المحبَّةِ و يَستأَذنونَ القبرَ و الكَفنِ و أَنتُمْ لَمْ تتركوا في مُهجِ القلوبِ سَلوَى .. .. و لا حَزَناً و لا شَجَناً إلاَّ نادَيتُمْ عليهِ : أَقبِلْ...! لا تَخَفْ مِنْ بُكاءِ الشّجرِ و المَدرِ و طِبْ ..! في عيونِ الأَرضِ و الأَهلِ و الوَطنِ ..! *** أيُّها العابرونَ إِلى الموتِ في المَدَى الفَسيحِ البَعيدِ أَيُّها الطّيبونَ الحامدونَ الماجدونَ ..! هَذهِ نوارسُ المَحبَّةِ تَتجلَّى على أَرصفةِ الغيبِ هذَا الصّباحِ تَقصُّ عنكُمْ رُؤَاها المُجلّلةِ بِالدَمعِ كُنتُمْ أَنتُمْ و كانَتْ بيروتُ دَوماً محاراً لِلحُزنِ العُذريَِّ الذّي لَمْ تُلوّثْهُ خَطايا البَشرِ *** فَيا بيروتُ يا محار الحُزنِ العُذريِّ قومي .. و اِنهضي .. على رِمالِ شُطآنِكِ المُتعبَةِ بِأَنينِ روحِ السّماءِ و تَجلّي مِنْ جَسدِ الصّبرِ أَيقونَةً في صَدرِ الزَّمانِ و انثُري دمعكَ فوقَ ظلالِ السّحابِ المُسافرِ و اخشَعي في محرابِ الوجودِ فَللشهادةِ فيكِ أَنواعٌ أُخرَى تَعلو على الخَطرِ و تَسمو فوقَ قدرةِ البَشرِ *** الشاعر عبد الرزاق كيلو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|