قصة قصيرة بقلم سوسن عبد الملك // " مذبحة على مقصلة القمر"
________________________________________
مذبحة على مقصلة القمر"
على سطح الكرة وخارج الوقت وقفت أشاهد بكاء الشمس وهي تجري وتنتحب والكرة تتدحرج تحت أقدامي وانا أجري فوقها بنفس سرعة تدحرجها .
ولما يشتد إنجذابي للخلف أخاف السقوط للهاوية ؛ أقفز وأدور في الفراغ و الشمس تجري تحاول اللحاق بالقمر وتبكي نورها المسروق .
حين ناديت وقلت يارابعة إهبطي من بين قلاعك وأفردي قلوعك وسافري بي . إني تائة .. مبعثر .. مشرد .. مدي يديك وخذيني لملمي شتاتي لأهتدي بك و أضيع فيك .. طفت بروابيك فأستقبلتني جماجم ضحاياك الغارقة في دماها بالصراخ .علت ضحكاتي مختلطة بالبكاء ؛ رحت أسخر من إيزيس و العن شهرزاد
لكنك عاودت النداء ... لما قلت :
- لا تخافي إهبطي لأستحم على صدرك البراح . أشرب من نهرك العذب أزتوي وأتوة فيك ... أ .. ت .. وووه ..وقتها كان القمر يبيت في البلاد البعيدة يوزع نورة على النجمات ؛ يغريهن بحليب الضوء الكاذب . و أنا أكفكف دموع الشمس و الكرة تدور تحت أقدامي الضاغطة عليها بشدة أتشبث بها و أدور معها فتصطدم رأسي بالأرض وتتبعثر أفكاري المشتتة بين الليل و النهار فتقفز من بينها فكرة تكاد تطيح بعقلي و تذري به ؛ وهى كيف ترى الشمس وجة القمر وهو يضحك هناك بعيدآ مختفيآ عنها ؟
حتى تحقن دموعها وتكف عن البكاء . ولكني أعود لاهثة . وفي تلك الليلة ؛ لما خلت النجوم من السماء . كان القمر يقف هناك بين السماء و الأرض ؛ يبكي أختفاء النجمات ويفتش عن الشمس و أنت منزويآ هناك في الركن البعيد تلملم أحقاب أنهزامك وتنادي .. يارابعة .. يارابعة إني تائب .. تائب .
دعيني أتطهر في براءة عينيك وأصلي ..
تحركت كلماتك بدمي دست على ماضيك المزدحم بالنساء وعبرت حدود ليلك انتظرتك ويداي مفرودتان متأهبتان لضمك . أنتظرتك على الرصيف . وكنت أحمل تاج الياسمين ... أنتظرتك داخل الوقت وقلت .
أنك حين تأتي سوف نذوب معآ في كأس النهار .. لكنك جئت و القمر يداعب نجمة الصبح و أنت تحمل صحفك القديمة تلثم النهر الشفيف بقدميك ؛ فيذوب مدامك الأحمر و الأسود يعكر النهر .
فعد كما كنت حتى لا تذبح النهار وتحطم الكأس عد كما كنت.. عد كما كنت
[b]