حِكايَةُ الزَّمانِ
مَجازاً يُسَمّوننا عَرَبــاً
شعر
عبد الرزاق كيلو
الإِهداء
إِلى من قالت:
إني أُحِـبُّكَ
رغمَ أَنفِ
المــُعتَدي
..... حبيبتي
وطني ...
وبلادي ....
؟!
مَدْخَلٌ
التّاريخُ يقولُ :
إِذا الشَّاعِرُ
لَمْ يَعْشَقْ
فَلـَيسَ شَاعِراً ...!
وإِذ ا الحَاكِمُ
لَمْ يَقْتُلْ
فَلـَبسَ حاكِماً...!
وإِذا اللــُّغَةُ
لَمْ تَـغْضَبْ
فَلــَيسَتْ لُـغَةً ...!
سُؤالُ الجِراحِ
ـــــــــــ سُؤالُ الجِراحِ
بَعْدَ ثـَلاثينَ عاماً
مِنَ الضَّياعِ
نَـسـْأَلُ الجِراحَ
لِماذا لا يَصِلُ قِطارُ
الزَّمَنِ إِ لَيــْنا
ونَحْنُ تَحْتَ جُــنْحِ الظَّلامِ
واقِفونَ ...
نَـنـْتـَظِرُ سَـاعةَ الرَّحيلِ
إِلى الزَّمــَنِ البَعيدِ
مُنـْذُ عَصـْرِ الشـُهَداءِ
والصــِّدّيـقـينَ
ونَحنُ واقِفونَ
نَـنـْتَظِرُ قُدومَ صَـوتِ
الهَديرِِ
في هذا الزَّمــَنِ العَجيـبِ
بَعــْدَ أَنْ نـابَ
الخَبـَر عَنِ المُبـْتَدأ
لِـيُـكْمِلَ مَعاني
الجُمْلَةِ الخَبـَرِيَّـةِ
غّدْرٌ يَمْـشي
فَوقَ جُثَّةِ الزَّمــَنِ الهَزيلِ
ومَعْمولُ الخَبَرِ
جُمـْلَةٌ اسـْمِيـَّةٌ
مُعَلَّقَةٌ علَى جُدْرانِ النَّـهارِ
إِلـَهٌ مَـلِكٌ
مَـلِكٌ إِلَـهٌ
قَيـْصَرٌ وكِسْرى
شَـرقاً وغَرْباً
وفي أَقْصى شـِمالِ
التـَّاريخِ
أَبـْرَهةُ الحَبَـشِـيُّ
يَـجُرُّ فِيَلَتَهُ
بِـأَهْدابِ العَبـيـدِ والإِماءِ
وعَبـْدُ المُطَّـلِبِ
يَـسوقُ الغَضَـبَ
تَحْتَ ظِلالِ التـَّاريخِ
إِلى مَسـْرى أَوَّلِ الوَحْيِّ
* * *
بَعْدَ ثـَلاثينَ عاما
ً مِنَ الضَّياعِ
نَـسـْأَلُ الجِراحَ
أَيـْنَ يَمْضي النَّهارُ بِنا ..؟
يَـتَكَوَّرُ السُّؤالُ
غَصَّةً في حُلوقِنا
ويَمضي النَعْتُ
إلى زنْزانَةِ
التـَّاريخِ
يَتَلاشَى في مَحارِ
الصِّفَةِ المُشَّبــَهةِ
كَأَنَّهُ عَقيمُ الزَّمانِ
والمَكانِ
لا تَسْأَلوا عن الجِراحِ
لنْ تُنْجِبَ الأَرْضُ بَطَلَ
الأَحرارِ
فالكُلُّ مَشْغولٌ
في رَفْعِِ الظَّرْفِ
ونَصْبِ أَعلامِ
الجَارِ والمَجرورِ
والمُتَعَلِقانِ
خبرٌ مُقَدَّمٌ
أَبَدٌ بَعْدَ أَبَدٍ
وإِلاَّ
غادَرَتْ بيوتَنا
حَـبَّةُ القَمْحِ
و " كَمْ لَيْرَةٍ "
نَقْتاتُها في آخِرِ الشَّهْرِ
* * *
بَعْدَ ثـَلاثينَ عاماً
مِنَ الضَّياعِ
نَسْأَلُ الجِراحَ
بَعْدَ أَنْ غادَرَتْ ربوعَ
الحَقيقَةِ
مَشاعِلُ العَدالَةِ
أَيْنَ يَمضي النَّهارُ بِنا
رِغْمَ أَنــَّنا واقِفونَ
نَــنْــتَظِرُ اكْتِمالَ
وَجْهَ النــَّهارِ
ولا يَصِلُ قِطارُ الزَّمانِ
ويَــتَلاشى الأَمَلُ
مِنْ عُيونِ المُسَـيَّجينَ
بِالجِراحِ
عِنْدَ المَحَطَّةِ الأَخيرَةِ
مَنْ ظُروفِ الزَّمانِ والمَكانِ
مِنْ قَواعِدِ الإِعرابِ
* * *
مِنْ
وحيِّ قواعِدِ الإِعْرابِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مِنْ وحيِّ قواعِدِ الإِعْرابِ
أُقْسِمُ
بِحَقِّ كُلِّ حروفِكَ
يا وَطَني ...
وبِحَقِّ كُلِّ فُصولِكَ
وبِحَقِّ كُلِّ مَمَراتِكَ
السِّرِيَّةِ
أَنــَّنا تَحْتَ ظِلِّ سَمائِكَ
لا نَمْلِكُ خياراتِنا
في التَّعبيرِ أَو الإِعْرابِ
أَو في تَقْطيعِ بُحورِ الحُرِيَّةِ
والحَقُّ ...كَلِمَةٌ مَمْنوعَةٌ
مِنَ الصَّرفِ
في قـَاموسِ البوليسِ .....
و "لا تُفَسِّرَ الحالَ "
جُملَةٌ اعْتِراضِيَّةٌ
بينَ الفِعلِ الماضي والفِعلِ المُضارِعِ
والحَاضِرُ مَرْهونٌ بلامِ الأَمْرِ دَوماً
* * *
هَكذّا نَحْنُ يا وطَني
لا نَمْلِكُ تَحْتَ ظلِّ سمائِكَ
خَياراتِنا
في الوحدَةِ والحُرِيَّةِ
والهَدفُ الثالِثُ
كلامٌ لا مَعْنى لَهُ
ولا مَحَلَّ لهُ مِنَ الإِعرابِ
في فَصْلِ أَعْداءِ الحُرِيَّةِ
* * *
أُقْسِمُ
بِحَقِّ كُلِّ حروفِكَ
يا وَطَني ...
أَنــَّنا تَحْتَ ريشَةِ حِبْرِكَ
لا نَملُكُ الوَرَقَةَ البَيْضاءَ
كي نَكْتُبَ اسْمَ حقولِكَ
ومَعاني نُجومِكَ
لا... لا نَمْلِكُ خارِطَةَ الأَشْياءِ
لا نَمْلِكُ حلاًّ وَسَطاً
بينَ القَيْدِ والحُرِيَّةِ
أَو بينَ الصِّلَةِ والموصولِ
لا نَمْلِكُ إِلا اسْمَكَ المُعَرَّفُ
بِأَلِفِ الحَرْقَةِ
ولامِ البُعْدِ
فَكَمْ أَنْتَ بَعيدٌ عنَّا
يا وطَني ..؟
ولا نَدري ...
كَيْفَ يــَدَّعي حُبَّكَ ؟
مَنْ سَرَقَ
شَمْسَ أَصيلِكَ ..!
وبَغَى
على كِبْرياءِ مَجْدِكَ ..!
واغْتالَ بُكارَة َ إحْساسِكَ
ولَــوَّثَ رِمْشَيْكَ
بِدِماءِ الأَبْرياءِ
وبِصَدأ أحْزان ِ المَنْكوبينَ
لا نَدري
كَيْفَ يَدَّعي حُبَّكَ ؟
مَنْ أَطْفَأَ اسْمَكَ
بِحروفِ الجَزْمِ
ونَحَرَ رَسْمَكَ
بِحروفِ الشَّرْطِ
وأَبْكى شَمْسَكَ
فَوقَ مَقْصَلَةِ الكُرْهِ
أَقولُ :
لا نَدري
كيْفَ يَدَّعي حُبَّكَ ؟
مَنْ مَسَخَ عُنْوانَكَ وعُنُفْوانَكَ
بِإِسلوبِ التَّهَكُمِ ... والتَّصْغيرِ ..!
* * *
حِكايَةُ الزَّمانِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ حِكايَةُ الزَّمانِ
بِكافِ التَّـشْبيهِ
تَـبْدأُ فُصولُ الحِكايَــةِ
حِكايَةُ جُمْلَةِ
السِّـنـيـنِ الرَّهيبَةِ
تَسْتَعيرُ مِنْ فَنِّ البَلاغَةِ
جَساراتٍ مَكْنــِيــَّةٍ
والقَلَمُ مُرْسَلٌ
مِنْ سَـيِّدِ الحَرْفِ والضَّادِ
والكَلامُ في رُؤى الزَّمانِ
مُـفيدٌ ...
مُـفيدٌ جِداًّ ...!
* * *
يا سَـيِّدَ الضَّادِ ..
لماذا تَأْمُرُني بِالكَفِّ
عَنِ الأَذانِ ...؟
وعَنْ إِقامَةِ الصَّلاةِ ...؟
فَبَعْدَ وضوئِها
تَأَهَــبَتْ الحُروفُ لأَداءِ فَرْضِها
واليَراعُ يُؤمُها
في مِحْرابِ مَعْبَدِ البــَيانِ
* * *
اقْرَأْ ... يا سَـيِّـدَ الضَّادِ
قَــلِّبْ الأَوراقَ ...
تَــأَمــَّلْ ... تَــفــَكَّرْ
في عَالَمِ ما وراءَ الحروفِ
والكَلامِ ...!؟
فَالــمَعْنى ..
اسْمٌ مَــبْنِيٌّ على السُّؤالِ
في سِياقِ الزَّمانِ
* * *
يا سَــيِّدي ..
يا سَــيِّدَ الحروفِ والضَّادِ
في كُلِّ يَومٍ
يُــبَـدِّلُ الكَلامُ
قِناعاً بَــعْدَ قِناعٍ
ويَسْقُطُ الوَجْهُ الحَقيقيُّ
لِلــْبَيانِ ...!
ووَجـْهُ الشَّــبَهِ فيهِ :
زَمانٌ كَزَمانِ
أَبي النــَّواسِ ...!
* * *
لا تَـسْتَرْسِلْ في الإِمْعانِ
يا سَـيِّدَ الحروفِ
يا سَــيِّدَ الضَّــادِ ...؟
أَخْشَى على حَرْفِكَ
مِنَ الانـــْكِسار ِ
أَخْشَى على فُنونــِكَ
مَنَ الانـــْدِثارِ ...!
فَكَمْ اِنــْتـَثـَرَتْ
خَلْفَ السَّماءِ
نُجومٌ ...؟
وكَمْ في وَضَحِ النَّهارِ
عَمِيَتْ عُيونٌ ...؟
وكَمْ غَشِيَتْ القُبورَ
قواميسٌ ...؟
قَرأَتْ وراءَ السُّطورِ
مَعانِيَ الزَّمانِ
مَعانِيَ الجَوابِ
عِنْدَ علامَةِ الاسْتفهام ِ
تَحْجُمُ الحروفُ
عَنِ الحِكايَةِ ...!
يا سَـيِّدَ الحروفِ والكلامِ
كُفَّ عَنِ السُّؤالِ ..؟
كُفَّ عَنْ السُؤالِ ..؟
* * *
صَدَى
على مَوجاتِ أَثيرِ الزَّمَنِ
ـــــــ على مَوجاتِ أَثيرِ الزَّمَنِ
ما يَزالُ
سَيِّدُ الحروفِ والضَّادِ
يُتابِعُ الإعْرابَ
يَسْعى
في بِناءِ مَدينَةِ الحروفِ
بَيْنَ الأَلِفِ واليَاءِ ...
في وديانِ الشَّقاءِ
تَسْتَعِرُ وتيرَةُ البــَيـانِ
يَتَرَدَّدُ صَدَى أَسْماء
ِ الاسْتفهام ِ
ماذا وراءَ الأَكَمَةِ ..؟
أَشُجونٌ ...!؟
أَمْ أَنَّ هُناكَ خَبَرٌ
في السَّماءِ ..؟!
يَتَعالى صوتُ التَّمْـيِّيزِ
بَـعْدَ سِنينَ عَدَدٍ ...
لاتَسْأَلوا ...؟
لِماذا التَّـغييرُ الأَخيرُ
لا مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرابِ ...!
هَكَذا ...
تَــتَــلــَّقى جُمْلَةُ القَولِ
إِشارَةَ الجَوابِ
مِنْ وَحيِّ المُبتدأ والخَبرَ ِ
* * *
ما يزالُ سَيِّدُ الحروفِ
يُتابِعُ الإِعْرابِ
فَوقَ هِضابِ الزَّمَنِ
يَبْني مَعانيَ الأَشْياءِ
يُبَدِّدُ الصَّمْتَ و الضَّجَرَ
يَجْزمُ الوَجَلَ
لَمْ تَخْفَ حَقيقَةُ
المُبتدأ والخَبر ِ
عَلى مَوجاتِ أَثيرِ الزَّمَنِ
يُعْرَبُ النَّعْتُ
وضَميرُ الشَّأْنِ
بَعْدَ الفِعْلِ والفاعِلِ
يعودُ إِلى جُمْلَةِ
هُــوَ ...يَ
صْنَعُ الهَمَّ والكَدَرَ
جالوتُ ...
يَخْتَرِعُ أَساليبَ النَّفيِّ
عَلى نارٍ هادِئــَةٍ ...!
هَكَذا ...
يا سـَيـِّدَ الحروفِ والضَّادِ
عِنْدَما تَسْتَبِدُّ أَدواتُ النَّفيِّ
بِصَدْرِ الكَلامِ
يَذْهَبُ كُلُّ شَيءٍ إَلى نِهايَتِهِ
حَتَّى الوَجْهُ البَعيدُ لِلْكِنايَةِ
يُصْبِحُ خَارِجَ حُدودِ الوَطَنِ ..!
* * *
يا سـَيـِّدَ الحروفِ والضَّادِ
هَكَذا..
يُقْلَبُ الإِعْرابُ
في هَذا الزَّمَنِ
مِنْ بِدايَةِ جُمْلَةِ المُبْتَدأ
ومَعْمولُ الخَبَرِ
جُمْلَةٌ فِعْلِيَّةٌ
والتَّقْديرُ :
كُــنَّا بَشَراً
فَصِرْنا غَنَماً...!
يُقادُ بِعَصا أَنْ المُضْمَرَةِ ...!
لِتَعيشـــوا (....)..!
وعشْبُ المَراعي
يُزَيــِّفُه ُ الأَشْقَى ....!
بِحروف ِالجَرِّ
و" صَالِحُ " على قَومِهِ
يُنادي :
لا تَعْقروا التَّاريخَ
لا تَقْرَبوا الهَوانَ ...؟!
لا تَحْجُموا عَنِ الإِعْرابِ ..؟!
ولَكِنْ ...
عِنْدَما أَكَلْنا مِنَ العُشْبِ
المُزَيــَّفِ
دَمْدَمَ عَلينا الزَّمانُ
بِأَحْرُفِ النَّفْيِّ
وبِأَسْماءِ الفِعْلِ الماضي
والمُضارِعِ
آهٍ ... مَهْ ... صَهْ ...!
هَكَذا...
تَبْدوا لَنا الأَشْياءُ
في ظَرْفِ الزَّمانِ والمَكانِ
يا سَـيِّدي
يا سـَيـِّدَ الحروفِ والضَّادِ
هَذِهِ مَبادِئُ الإِعْرابِ
هَذِهِ حِكايَةُ الزَّمانِ
* * *
تَجَلياتٌ
مِنْ وحيِّ البَيانِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تَجَلياتٌ مِنْ وحيِّ البَيانِ
هَذا أنا..
يا سَيـِّدي
يا سَـيِّدَ الحروفِ والضَّادِ
يا سَـيِّدَ الإِعْرابِ
في حَضْرَةِ الفِعْلِ المُعْرَبِ
كَأَساً مُشَـرَّعاً لِلْبيانِ
أَسوحُ
معَ عَلامَةِ الرَّفْعِ
عَلى بِساطٍ مِنَ الكَلِماتِ
إِلى مَعينِ الشَّـمْسِ
حَيْثُ أَوْدَعَ اللهُ
سِرَّهُ هُناكَ
خَلْفَ جُيوشِ كَلِمَتَيْ :
الوجودِ والعَدَمِ
أَتــَلـَّقَ الوَحْيَ
حروفاً وكَلِماتٍ
أَطَّلِعُ على مَعاني الأَسْماءِ
عَنِ الزَّمَنِ الحَاضِرِ
فَفي البِدْءِ
كانَتْ الكَلِمَةِ
وكِتابُ الكَونِ مُعْجَمُها
وكَلِماتُ اللهِ تُفَسِّرُها
وتُعْرِبُها ...!
* * *
إِقْرَأْ
يا سَـيِّدَ الحروفِ والضَّادِ
بَعْدَ عَلامَةِ الاسْتِفْهامِ
جَوابَ لِسانِ الحَالِ
فَهوَ صادِقُ اللَّهْجَةِ
كَالأَنْبياءِ
إِقْرَأْ
خَلْفَ سُطورِ الأَحْوالِ
سِرَّ معاني الأَشْياءِ
ولا تـَمْتَقِعْ يا سَيـِّدي
إِذْ ما لاحَتْ لــَكَ
بَعْدَ وَقْتِ الضُّحَى
نُجومُ اللَّيْلِ
في كَبِدِ السَّماءِ
َأو إِذا سَبرتَ أَغوارَ النَّهارِ
وبَدَتْ لــَكَ الأَسْرارُ
عَكْسَ الأَسْرارِ
* * *
هَذِهِ حروفُ النَّصْبِ
يا سَيـِّدي
يا سَـيِّدَ الحروفِ والضَّادِ
تَسْتَّعِدُ لِـلرَّحيلِ
إِلى الزَّمَنِ البَعيدِ
لَنْ يُفْلِتَ الزَّمانُ
مِنْ قَبْضَةِ الـلــِّئامِ ...!
حَتَّى يَجْرَؤُ البَشَرُ
عَلى الإِعرابِ
وحَذْفِ الحروفِ المُهْمَلَةِ
مِنْ بِدايَةِ الكَلامِ
وإِنَّ ثَورَةَ الـبــَيانِ
تَبــْدأُ بِحَرفٍ
لهُ مَحَلٌّ مِنَ الإِعْرابِ
والذّي يَأْتي بَعْدُ
نــَزَقُ الأَفْعالِ
* * *
تـَـتـَحالَفُ ثَورَةُ الأَشْياءِ
مَعَ البــَيانِ
وتَــتـَآزَرُ الأَسماءُ
مَعَ الأَفْعالِ
وتُنْبِتُ الأَرْضُ
مُعْجَمَ الثُّوارِ
وتَدُبُّ البَرَكَةُ
في ميدانِ الإِعْرابِ
هَكَذا يُبارِكُ اللهُ
في تَحويلِ الأَزمانِ
مِنْ صيـغَةِ المُفْرَدِ
إِلى صيــغَةِ الجَمْعِ
عَلى طَريقَةِ التـَّاريخِ
ولَنْ يَطولَ حُلُمُ
الأَشْياءِ
يا سَـيِّدَ الحروفِ والضَّادِ
في حَذْفِ حروفِ العِلَّةِ
مِنْ نِهايَةِ الفَصْلِ المَبْني
عَلى السُّؤالِ
في حِكايَةِ الزَّمانِ
يا سَيـِّدي
يا سَـيِّدَ الإِعْرابِ
* * *
مَخاضُ الزَّمَنِ الجَليلِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مَخاضُ الزَّمَنِ الجَليلِ
الكَلامُ
يَضُجُّ في النُّفوسِ
يَبْحَثُ عَنْ وَطَنِ
المَعْنَى
يَنْتَظِرُ انْتِفاضَةَ الحَرْفِ
والكَلِمَةِ ...!
يَرنو إِلى إِعْصارِهِ
في سِياقِ اللَّفْظِ والقَولِ
يقُولُ الزَّمانُ :
لِمَ سَعَيْتُمْ في تَوكيدِ
الأَسْماءِ الأَعْجميَّةِ ...؟
ولِماذا بَرَزَتْ
في مبادئ ِ الإِعْرابِ
حروفٌ ومَعاني ٌ
ليسَتْ مِنْ فِهْرِسْتِ
مَعاجِمِ التَّاريخِ ...؟
وأَعْلامُ المَجْدِ والاسْتقلالِ
هَلْ سَقَطَتْ أَسماؤهُمْ
سَهْوّاً ...
مِنْ قواعِدِ الإِعْرابِ
في خارِطَةِ الأَوطانِ ..؟
يا سَيِّدَ الإِعْرابِ
با سَيِّدَ الكَلامِ
هَكذا تُخْتَزَلُ أَمْجادُ
الأَوطانِ
في كُلِّ مَواضيعِ التَّاريخِ
لِعَيْنِ رَجُلٍ واحِدٍ
ليسَ إِلاَّ ....!
في ظُروفِ
هَذا الزَّمَنِ المُـتَخاذِلِ
* * *
يا سَــيِّدَ الحروفِ
يا سَــيِّدَ البَلاغَةِ
هَكَذا ...
يُصَـوِّرونَ لنا
في كُلِّ أَنْدِيَةِ الأَوطانِ
ــ كما في أَساطير اليونانِ ـــ
فَارِساً طُرْوادِيــَّاَ ...!
يُبــْحِرُ عَلى زَوْرَقٍ مِنْ وَرَقٍ
مُتَمَنْطِقاًُ بِقَوْسِ قُزَحٍ ..!
ويَحْمِلُ عَلى كَفــِّهِ
فانوساً سِحْرِيــَّاً
مُعَلــَّقاً بينَ السَّماءِ والأَرْضِ
وإِذا تَكَلــَّمَ
فَوَحْيُ اللهِ يــَنــْطقُ
عَلى مَدارِ الأَزْمانِ ...!
ونَحْنُ في غَابَــةِ الحُروفِ
تــَائــِهونَ .... ومُــطَــبِلونَ
و عَنِ البُــعْدِ الرَّا بِعِ
مُــغــَيــَّبونَ ...!
كَسَـمَكٍ غَريبٍ
عَلى الشــُّطــْآنِ
مِنْ صَّــنارَةِ الصــَّيادِ
خـَائِفونَ ...!
* * *
يا سَيـِّدي
يا سَــيِّدَ البَلاغَةِ
هَكَذا
بَــدَيْنا في مُتــْحـَفِ التـَّاريخِ
عَنْ مَواطِنِ الإِعِرابِ
غُرَباءَ ...!
فَهَلــُّمي إِلَيْنا يا أَحْرُفَ
الإِسْتِعْلاءِ
تَــناهَضي يا تاءَ الفَاعِلِ
المُــتَحَرِكَةِ ..!
وحَرِّكي سُكونَ الفِعْلِ
الذّي نَخْرُجُ فيهِ
مِنْ دوَّامَةِ الأَسْماءِ المَمْنوعَةِ
مِنَ الصَّرْفِ ...!
وفَاءُ الاِسْتِئْنافِ
تُعيدُ كتابَةَ جُملَةِ المُبْتًدَأ
في بِدايَةِ الكَلامِ
عَلى سُطور ِ نَهارِ
الزَّمَنِ الجَليلِ ...!
فَيا سَـيِّدَ الحروفِ والضَّادِ
لَنْ يَطولَ غِيابُكَ
فوقَ غُيومِ القَدَرِ المُغَيَّبِ
فَعِنْدما يُرْعِدُ
صَوتُ الضَّميرِ المُسْتَتِرْ
سَوفَ تـَنـْطقُ الحُروفُ
والكَلِماتُ
وسَوفَ تـَـهطلُ أَمطارُ
المَعْنَى
الذّي يُجَـلِّلُ النـَّهارَ وِقاراً
في حِكايَـةِ الزَّمانِ ...!
* * *
ثــَورَةُ الحُروفِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثــَورَةُ الحُروفِ
يَمورُ
ظَرفُ الزَّمانِ
في سَماءِ قواعِدِ الإِعْرابِ
مَوْراً ...!
يَقْذِفُ النَّعْتُ باللَّهَبِ
تَتَناثَرُ
شَظايا الأَشْياءِ
بَيْنَ الأَحْرُفِ المُشَبَّهَةِ بِالفِعْلِ
حِمَماً ...!
والاسْمُ والخَبَرُ
مَحْذوفانِ وجوباً
بِسَبَبِ تَراكُمِ الحِجارَةِ
البُرْكانـِيــَّةِ
عَلى طَريقِ الإِعرابِ
وأَفْعالُ التَّحويلِ
تَــنـْسِفُ
علاماتِ التَّرقيمِ
نَسْــفاً ...!
وتَذَرُها قاعا
ً صَفْصَفاً
تَغورُ جُمْلَةُ الحَالِ
بَيْنَ المُبْتَدَأ والخَبَرِ
غَوراً...!
* * *
تَـتـَصاحى
علاماتُ الرَّفْعِ
صَحْواً ...!
تَعْتَلي صَهْوَةَ الحُروفِ
والأَسْماءِ
تَقودُ غَضَبَ الأَفْعالِ
لا تَخافُ رمساً أو رَهَقاً
تَدْنو ثَورَة ُ الحُروفِ
مِنْ ســَيـِّدِ الضَّادِ
تَــتَدَلى
في صَدْرِ الصَّفَحاتِ
التّي تَسَعُ
كُلَّ مَعاجِمِ التَّاريخِ
وكُلَّ لَهَجاتِ
القِراءاتِ السـَّـبـْعِ
وِسْعاً ...!
فَكَيْفَ يـَقْرأُ
حُروفَ الثُّوارِ
مَنْ يَقولُ ــ في عَصْرِ
(الوَاقْ ـــ واقْ ) ــ
إِدّاً ...!
ومَنْ كانَ
رَدُّ فِعْلِهِ
عَلى سَرِقَةِ أَوطانِهِ
صَمْتاً ...!
* * *
هَكَذا...
يا سَـيِّدَ الإِعْرابِ
تَكْشفُ
عَلاماتُ الإِعْرابِ
عُمَلاءَ الجِنِّ الأَزْرَقِ
وسَماسِرَةَ الوَطَنِ المُسْلَبِ ..!
فَمَتى يا سَيــِّدَ الضَّادِ
تَنْقَلِبُ السَّماءُ عَلَيْهِمْ
ضِدّاً ...؟
ومَتَى تَصوغُ لَهُمْ الأَقْدارُ
رَدّاً ...؟
وإِلى مَتَى سَتَبْقى
حِكايَةُ الزَّمانِ
تَحورُ دَمْعاً ...؟
* * *
مجازاً يُســَمّونَـنا عَرَبــاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمجازاً يُســَمونَـنا عَرَبــاً
بَعْدَ فاءِ الاسْتئناف ِ
تَــتَـابَعُ أَفْعالُ التَّحويلِ
راوِيَةً ..
أَحاديثَ الثُّوارِ
والبَحْرُ الكامِلُ
يَقْراُ صَدْرَ بَيْتِ الزَّمانِ
الماثِلِ ...!
وعَجْزِهِ أَيْضاً...!
تَـتَصاعَدُ مِنْ قَافِـيَةِ الميمِ
شَكيمَةُ الغَضَبِ الهَادئِ
تُرَدِّدُ الحُروفُ
أَصْداءَ صَوتِ الشَّمْسِ
في لــَيـْلـَةٍ لــَيْلاءْ
مَنْ يــَهوى الإِعْرابْ ..؟
مـَنْ يــَهوى تــَصريفَ الأَفْعالْ ...؟
أَو تَقطيعَ بـَيـْتٍ مِنَ الشِّعْرِ
مِنْ فُصولِ التـَّاريخِ ..؟
في حِكايَةِ الزَّمانْ
في حََـضْرَةِ سَـيِّدِنا
سَـيِّدِ الإِعْرابِ والكَلامْ ..!
* * *
يا سَـيِّدِنا
با سَـيـِّدَ الحُروفِ والضـَّادْ
مَجازاً يــُسـَمونَـنا عَرَباً
بَعْدَ أَنْ نـَسينا قَواعِدَ
الإِعْرابْ ..!
وصـَرَّفْنا الضـَّمائِرَ بَدَلَ
الأَفْعال ْ...!
هَـؤلاءِ يا سَـيـِّدِنا
أَعْرابُ الصَّحراءْ
يـَتـَطاوَلونَ في البـُنـْيانْ
ويـُصـَلـُّونَ بِـلــُغَةِ الرُّومانْ
و هَـؤلاءِ يا سـَيــِّدِنا
رُعاعُ القَومِ
سَـادوا وتـَمادوا
وحَرَّفوا في لُغَةِ القُرآنْ
وقَضِـيَّةُ الإِعْرابِ
في مِنْهاجِ الأَعْرابِ
صـَارَتْ
في دِرْجِ النِّسْيانْ
مَجازاً يُــسَمونــَنا عَرَباً
في وَطَنِ الإِعْلالْ ...!
بَعْدَ أَنْ أَكَلـْنا أَرواحَ
المُوتـَى
ونَهَشْنا عِظامَ الجَوعَى
وتـَعالى بَـيـْنـَنا صُرْحُ
الأَحْقادْ ...!
* * *
دَولَةُ الحَرْفِ الواحِدِ
أَصبَحَتْ شُعوباً ...!
أَصبَحَتْ قَبائِلَ ...!
أَصبَحَتْ
دولاً ...وأَوطاناً ..!
يا سَـيِّدِنا
يا سـَـيِّدَ الإِعْرابْ
هَلْ سَمِعْتَ بِخَبَرِ
قَبائِــلِ الغَانْجِ ...؟
في ...لُ ...انْ
انــْتِخابُ حَبــَّةَ أَرزٍ
صارَتْ قَضِيَةُ قـَضايا
الأَعْرابْ ...!
وإِعْرابُ حَرْفٍ مُهْمَلٍ
بَعْدَ رُبَّ ...
صَارَتْ قِصَّةَ
كُلِّ قَواعِدِ الإِعْرابْ
بَلْ ...هَلْ سـَمِعْتَ
يا سَـيِّدِنا ...
في العَامِ الثــَّامِنِ بَعْدَ
الأَلْفَينِ ...
مَنْ يَتَقَدَّسُ بِمياهِ الأَوثانْ ..؟
أَو هَلْ سـَمِعْتَ
ياسَـيِّدَنا
في العَامِ الثــَّامِنِ بَعْدَ
الأَلــْفَينِ ...
مَنْ يــَحُجُّ إِلى آلِهَةِ الشَّرِ
في وطَنِ الرُّومانْ ...؟
* * *
يا سَـيِّدِنا
يا سـَـيِّدَ الإِعْرابِ
جَامِعَةُ الحُروفِ
في دارِ النَّدوَةِ
يَنْحَرُ رأْيَها
الهُكْسوسِ والسَّكْسونْ ...!
وعَبــاءَةُ الضَّــادِ
يُمَزِّقُ لــَحْمَها
أَنــْيـابُ الذِّئْبِ العِبْريّ ..!
وصَارَ الأَعْرابُ
مِنْ غَيْرِ كَلامِ اللهِ
فَوقَ الأَرضِ رَمادْ ..!
وأَعناقُ الإِبــِلِ في نَجْدٍ
تُضيئُها أَلــْسِنَةُ نارِ النَّخيلِ
في البَصْرى ...!
ووَصِيُّ نَبِيِّ اللهِ عيسَى
يُنادي :
أَخْبِروا عُمَراً ..! ؟
الهَرَبْ ...الهَرَبْ
بَعْدَ ضَياعِ مَجْدِ الإِعْرابْ ...!
* * *
مَجازاً يُــسَمونــَنا عَرَباً
نــُحاوِلُ عَبَثاً
إِرضاءَ حِقْدِ الجَلادِ
عَبَثاً نــُحاوِلُ
تــَصْديقَ أَباطيلِ
مُسَيْلــَمَةَ الكَذّابِ ...!
نُــُحاوِلُ عَبَثاً
قَتْلَ رائِحَةَ المَجْدِ
وخَنْقَ نَسائِمَها
في أَرضِ انــْبِعاثِها
في غَزَّةَ ... أَوفي جَنينَ
أَو في جَنوبِ لبنانِ ...!
عَبَثا ًنــُحاوِلُ
اخْتِصارَ التَّاريخِ
مِنَ التَّاريخِ
واغْتِيالَ العُروبَةَ
في صَفَحاتٍ ...!
والذّينَ باعوا فلسطينَ
بالأَمسِ
في سَاعاتٍ
صاروا أَظفاراً
في مَخالِبِ الذِّئِبِ العِبْريِّ
وخَميرَةَ خُبْزِ الرُّومانِ ...!
* * *
نُحاوِلُ عَبَثاً
يا سَيــِّدِنا .. يا سَــيِّدَ الحروفِ
تَـسْكينَ الهَـمْزَةِ
في بِدايَةِ كَلِمَةِ
أَعْراب ٍ ...!
نُحاوِلُ عَبَثاً
إِسـْكاتَ صَوتِ
الإِعْرابِ ...!
هَكَذا ...
مجازاً يُسَموننا عَرَباً
وإِذا أَصْغَيْتَ ـ يا سَـيِّدِنا ـــ
لَسَمِعْتَ خَبَرَ كانَ
يَلْعَنُ اسْــمَها ...!
ولَرأَيــْتَ ظَرْفَ المــَكانِ
كَالــقِطَّةِ يــَموءُ
عَلى كَتِفِ الزَّمانِ ...!
* * *
فِلَسْطينُ
في حِكايَةِ الزَّمانِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ فِلَسْطينُ في حِكايَةِ الزَّمانِ
لِلحُروفِ
وَجْهُها المـُشْرِق ُ
ولِلمَعاني
نَبــْضُها الوالــِهِ
ولِلأَسْماءِ ... ولِلأَفْعالِ
ظِلــُّها الوَارِفِ ...
ولِفِلَسْطينَ
دَمــْعُها الغَاضِبُ
ودَمــُها الثــَّائِرِ
وموتُها المـُقاتِلُ ...!
دَفاتِرُ الأَيــَّامِ
تَحْكي عَنْ فِلَسْطينَ
أَجـْمَلَ حِكاياتِ الغَزَلِ
وأَحــْلى رِواياتِ الغَضَبِ
الحُروفُ
تــَسْتـَّحِمُّ تَحْتَ
شَلاّلِ الحُزْنِ والغَضَبِ ..!
والكَلِماتُ تَسْري
في سَواقي نَهْرِ الكَوثَرِ
والمَعاني تَكْبَرُ فَرَحاً
في السَّماءِ مَعَ الطُّيورِ
وتَحطُّ عَلى ظَهْرِ القَمَرِ
كُلُّ ذَلِكَ يُسْتَمَدُّ
مِنْ شَهْرزادِ
الحُبِّ والنِّضالِ
وعَذراءِ الموتِ والشَّهادَةِ
فِلَسْطين َ ...!
* * *
فِلَسْطين ُ
يا سـَـيِّدَ الإِعْرابِ
لَها حِكايَةٌ مَعَ الزَّمانِ
تَشَقَّقَتْ لأَجْلِها الصُّخورُ
وهاجَرَتْ لِحُزْنِها النــُّسورُ
وانــْتــَحَرَتْ لِوَجَعِها الأَمْطارُ
والفُصولُ ...!
لِفِلَسْطينَ
يا سـَيـِّدَ الحُروفِ والضَّادِ
حِكايَةٌ مَعَ الزَّمانِ
مُنْذُ سَبعينَ عاماً
لَمْ تَنْدَمِلْ جِراحُها
ولَمْ تَخْتَثِرْ دِماؤُها
ولَمْ يُفارِقــْها النَّعْتُ
وأَحْرُفُ التَّعَجُبِ
والاسْتِفْهامِ
وحُروفُ التَّأكيدِ
لَمْ تُغادِرْ نِضالَها
ورائِحَةُ اللــَّيمونِ
لَمْ تُفارِقْ
عَباءَتَها السَّمراءَ
* * *
هَذِهِ فِلَسْطينُ
يا سـَـيِّدَ الإِعْرابِ
حِجَّةُ اللهِ على الأَعْرابِ
في هَذا الزَّمانِ
مِنَ الصَّباحِ حَتَّى الصَّباحِ
ومِنَ المَساءِ حَتَّى المَساءِ
هَذِهِ فِلَسْطينُ
يا سـَـيِّدَ الإِعْرابِ
لَمْ تَغِبْ عَنْ لَيــْلِها
الشَّمْسُ ...!
ولَمْ تَجُفْ مِنْها
مُنْذُ سَبعينَ عاماً
مَنابِعُ البُرْكانِ ...!
مُنْذُ سَبعينَ عاماً
والشَّهادَةُ تــَنْتَقِلُ في
جُثْمانِها ...
مِنْ مَكانٍ إِلى مَكانٍ
ورَبيعُها لَمْ يَمُتْ
في نــَيْسان َ ...!
* * *
مُنْذُ سَبعينَ عاماً
يا سـَـيِّدَ الإِعْرابِ
لَمْ تَهدَأ فِلَسْطينُ
عَنِ الرَّكْضِ
عَنِ الجِهادِ
كَجِنِيٍّ يَسْعَى
فَوقَ خَيْلِ السِّنْدِبادِ
ويــُفاجِئُ الأَوغادَ
ولو تَراهَنَتْ الأَرضُ
مَعَها في المِضْمارِ
لَظَفِرَتْ فِلَسْطينُ في
الســِّبــاقِ
حَولَ الســَّماءِ ...!
* * *
في هَذا الزَّمانِ
يا سـَيـِّدَ الحُروفِ والضَّادِ
سَماسِرَةُ الغَدْرِ الأَحْمَرِ
يَحملونَ إِلى فِلــَسْطينَ
سـَلاماً أَسْــوَداً
كالسـُّمِ الزُّعافِ
يــَتَبَّخَرُ في الهَواءِ
ويـَخْنُقُ الأَطفالَ
ويـَقْتُلُ الرِّجالَ والنــِّساءَ
والأَعْرابُ يـَعْتَذِرونَ
عَنِ المُرورِ في شَارِعِ
الإِعْرابِ ...!
الأَعْرابُ ..يا سـَيِّدي
يـَعْتَذِرونَ ..ويـَجْبَنونَ
عَنِ اتِّحادِ الحروفِ
مَعَ الكَلامِ ...!
وعَنْ تـَحالُفِ الأَسماءِ
مَعَ الأَفْعالِ ...!
* * *
الأَعْرابُ ..يا سـَيِّدي
يـَعْتَذِرونَ ..ويـُنافِقونَ
في تِلاوَةِ البــَيانِ
في أَوَّلِ النـَّهارِ
ويـُلــَّمِعونَ حِذاءَ المُعْتَدي
عِنْدَما يَأْتي المـَساءِ ..!
ويــُهَروِلونَ في سِكَّةِ
الزَّمانِ
خَلْفَ الأَعْوَرِ الدَّجالِ
ويــَقولونَ :
يا سـَـيِّدَ الإِعْرابِ
عَدونا الجِهادُ ...!؟
عَدونا المـُقاوَمَةُ ...؟!
في شَجَرَةِ الزَّيتونِ
اليَهودُ لـَنا شُرَكاءُ
اليَهودُ لـَنا شُرَكاءُ
يا سـَـيِّدَ الإِعْرابِ
َأعْرِبْ لــَنا السَّلامَ ..؟!
َأعْرِبْ لــَنا السَّلامَ ..؟!
* * *
ذِكرَياتٌ
مِنْ زَمَنِ الإِعْرابِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ذِكرَياتٌ مِنْ زَمَنِ الإِعْرابِ
قَضِيَّتُنا
يا سَيِّـدَ الإِعْرابِ
قَضِيَّةُ الزَّمانِ
وَطَنٌ .. كانَ يـَعْشَقُ
الإِعْرابِ ...!
ويـَنْسجُ
مِنْ خيوطِ الشَّمسِ
وِشاحَ عِزَّةِ الأَبـْحارِ
عَلى مَرافئ ِ الأَسْماءِ
والأَفْعالِ ..!
والحُروفِ الـتّي لَها مَحلٌّ
مِنَ الإِعْرابِ ...!
رغمَ العَواصِفِ والأَنْواءِ
ورغمَ الحيتانِ .. والأَمواجِ
وقَراصِنَةِ الأَمْطارِ ..!
* * *
مَتينَةُ كانَتْ الأَسْوارِ
عَتيدة ٌ كانَتْ الميناءُ
قَوِيَّةٌ كانَتْ أَرْصِفَةُ
الحُروفِ ...!
أَبِيَّةٌ كانَتْ الرِّمالِ
والشُّطْآنِ ... وأَشْرِعَةُ
الأَفْعالِ ...!
وَطَنٌ .. كانَ يـَعْشَقُ
الإِعْرابِ ...!
ويُعْلي شَأْنَ ظَرفَي
الزَّمانِ والمكانِ ..!
ويَزودُ عَنْ حياضِ
قَواعِدِ الإِعْرابِ
* * *
هَل تَذكُر
يا سـَيِّدَ الإِعرابِ
يومٌ مِن فُنُونِكَ كانَ
لِلزَّجَّاجِ ...
ويَومٌ مِن شُجونِكَ كَانَ
لِسيبويه َ...
ويَومٌ مِن فُتونِكَ كَانَ
لِلفَرَّاءِ ...
وأَيـَّامٌ مِنْ خُلودِكَ
ومِنْ كِبْرِيائِكَ
كانَتْ لِمَنْ يُجيدُ
تَصْريفَ الأَفـْعالَ الجَامِدَةِ
وتَرْخيمَ الهَمْزَةِ
في بِدايَةِ الأَسْماءِ الجَامِدَةِ
عَلى رُخامَةِ الأَيــَّامِ
هَلْ تَذْكُرُ
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ ..؟
نَحْوَ الكُوفِيــِّينَ والبَصْريـِّينَ
وكَلامَ الحِجازيـِّينَ
عَلى لــَحْنِ الأَعْرابِ ...
وأَخطائِهِمْ في
في رَفْعِ الأَفْعالِ
ونَصْبِ الأَسْماءِ
وفي إِبْقاءِ حُروفِ العِلَّةِ
في حالَةِ الجَزْمِ ...!
وفي تَسْكينِ
صَوتِ الضَّميرِ
في أخِر ِ الفِعْلِ ....!
* * *
هَلْ تَذْكُرُ
يا سَـيِّدَ الإِعْرابِ ..؟
أَنـْهارَ عَطائِكَ التّي تَفيضُ
عُنْفْواناً ... ورَفْضاً
لِلقَحْطِ ...واليَبابِ
وابْنُ مالِكٍ
بَينْ غُدْرانِكَ ..وظِلالِ
بَساتينِكَ
يَقْرُضُ الشِّعْرَ
لأَجْلِ عَيْنَيْكَ المُزْدانَتينِ
بِأَلْوانِ
الأَرْضِ والسَّماءِ...!
ومِنْ ورائِهِ ابْنُ جُني ٍّ
يُعَبـِّدُ طُرُقَ الإِعرابِ
لِثُوَّارِ الحُروفِ والكَلامِ
عَلى جُدرانِ الصَّمْتِ
والفَراهيدي
يُعْلِنُ موسيقاهُ
لِنَزَقِ الثُّوَّارِ ...!
تَحْتَ تَراكُمِ
سُكونِ اللَّيلِ
وتَحَرُّكِ زَمَنِ الإِعْرابِ
فَوا شَوقاهُ ...
إِلى زَمَنِكَ ...يا سَـيِّدي
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ ...!؟
* * *
يَهوذا الإِسْخَرَيوطي
في بِلادِ العَرَبِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يَهوذا في بِلادِ العَرَبِ
يا سَـيِّدي
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ ...!؟
في نِهايَةِ المَطَافِ
تَتَفَجَّرُ ثــَورَةُ الحُروفِ
وتُعْلِنُ الأَسْماءُ للأَفْعالِ ...
صَارِخَةً ..
في وَجْهِ الزَّمانِ :
اِنْهَضوا ...
أَفيقوا مِنْ ثُباتِكُمْ
أَيــُّها الأَعْرابُ ...!
اسْتَيْقِظوا مِنْ غَفْوَتِكُمْ
في زَمَنِ اللَّيْلِ الطَّويلِ
لا تُصَدِّقوا أَباطيلَ
ابْنِ أوى ...!
زُوراً يَلْعَنونَ التَّاريخَ
ويأْكُلونَ مِنْ تاريخِ
الشِّبَتينِ ...!
رِدَّةٌ ولا الصِّديقُ لَها
يَزْعمونَ أَنَّ أَنْفاسَهُمْ
عَرَبِــيَّةً ...!
وهُمْ رَغيفُ خُبْزٍ
مِنْ عَجينَةِ الإِفْرَنْجِ
حِقْداً ... اِغْتالوا
قَبْرَ صلاحِ الدِّينِ
ولَعَنوا نَصْرَ اللهِ
في حِطينَ ...!!
يَزْعمونَ أَنَّ خَفَقاتَ قُلوبِهِمْ
عَرَبِـيَّةٌ ...!
وهُمْ أَقْرَبُ إِلى ذَنـَبِ
الإِفْرَنْجِ
مِنْ بَياطِرَةِ الرُّومانِ ...!
والأَغْنياءُ ....
الأَغْنياءُ ماذا يَهُمُّهُمْ ..؟
إِلا دِماءٌ جَديدَةٌ
في رَصيدِهِمْ ...!
الأَغْنياءُ ماذا يَهُمُّهُمْ ؟
إِلاّ فَطيرٌ طازَجٌ
مَصْنوع ٌ مِنْ دُموعِ الفُقَراءِ
ماذا يَهُمُّ الأَغْنياءَ
أَيــُّها الفُقَراءُ ..؟
في هَذا الوَطَنِ المَسْروقِ
إِلا رَصيدٌ جَديدٌ
مِنْ ألامِ الحَيارى
والمُعَذَّبينَ في الأَرْضِ
* * *
لو تَعْلَمونَ ما أَعْلَمُ
لأبـَيْتُمْ التـَّنَفُسَ
ولأمْتَنَعْتُمْ عَنِ الشَّهيقِ
والزَّفيرِ ...!
في مِضْمارِ الحَياةِ ..!
لَو تَعْلَمونَ ما أَعْلَمُ
لأَطْرَقْتُمْ خَجَلاً
لأَعْظَمِ ذُنوبي المَصْنوعَةِ
في أَرْوِقَةِ السُّلطانِ ..!؟
لو تَعْلَمونَ ما أَعْلَمُ ؟
لأَكَلْتُمْ لَحْمَ شَهوَتِكُمْ
وَلأَبَيْتُمْ مُضاجَعَةَ الأَحْلامِ ..!
لو تَعْلَمونَ ما أَعْلَمُ ؟
لدَنَيْتُمْ مِنْ رَحيقِ المَوتِ
وأَعْلَنْتُمْ غَضَبَ الأَمواتِ ..!
مُغَيَّبونَ عَنْ سَماءِ الحَقيقَةِ
والأَحلامِ ..!
مُغَيَّبونَ عَنِ التـِّينِ والزَّيتونِ
وطُورِ سِينينَ ...!
مُغَيَّبونَ عَنِ البَيانِ والإِعْرابِ
مُغَيَّبونَ عَنِ الجُمُعَةِ الحَزينَةِ ..!
* * *
ويَهوذا ...
يَهوذا الإِسْخَرَيوطي ...
يَسْرُقُ إِدامَ الخَلِّ
وكَسَراتِ الخُبْزِ
مِنْ دَمِ المَسيحِ ..!
ويَلعَنُ الزَّمانَ
وشَهْوَةَ التَّاريخِ
يَهوذا الإِسْخَرَيوطي ...
يَسْكُنُ في قَصْرِ الحَمْراءِ
وفي المُعَلَقاتِ السَّبْعِ
عَلى جُدرانِ الكَعْبَةِ
يَسْكُنُ في رِمالِ الصَّحْراءِ
الكُبْرى ..!
يَسْكُنُ في زِلْزالِ أَغاديرَ
يَسْكُنُ في كَنيسَةِ القِيامَةِ
وفي بَيْتِ المَسيحِ في النَّاصِرَةِ
يَهوذا الإِسْخَرَيوطي ...
يَسْكُنُ في بُيوتِ البَتْراءِ
المَنْحوتَةِ في التَّاريخِ
وعَلى شُرُفاتِ رِياحِ المَجْدِ
في قاسْيونَ ..!
يَهوذا الإِسْخَرَبوطي ...
يَغْتالُ هِلالَ بَني أُمَيَّةَ
عَلى قِمَّةِ مِأْذنَةِ دِمَشقَ
ويَسْرُقُ رُفاتَ الغُيومِ
والأَمْطارِ ..
مِنْ قُبورِ العَبَّاسِــيِّينَ
في بَغْدادَ ..!
ويتآمَر ُ عَلى مَعينِ النَّصْرِ
في سُلالَةِ صلاحِ الدّينِ
يَهوذا الإِسْخَرَبوطي ...
يُذيبُ بَراعِمَ المَجْدِ
في كُلِّ بُقْعَةِ غَضَبٍ
وفي كُلِّ حَبَّةِ ثَورَةٍ
وفي كُلِّ شَلاّلِ شَهادَةٍ
في هَذا الوَطَنِ السَّليبِ
* * *
يَهوذا الإِسْخَرَيوطي ...
أَيــُّها الأَغْبِياءُ
يَسْكُنُ في بُيوتِكُمْ
وفي دِمائِكُمْ ..!
يَسْكُنُ في الهَوائي
وعَلى الشَّاشَةِ الصَّغيرَةِ
وفي جُيوبِكُمْ
وعَلى صَفْحَةِ النُّقودِ
المَصْكوكَةِ بِأَرواحِ
الأَشْباحِ ...!
يَهوذا الإِسْخَرَيوطي ...
يَسْكُنُ في قَصائِدِ الشِّعْرِ
وعَلى أَجْسادِ الغَانِياتِ
في اللَّيالي الحَمْراءِ ...!
يَهوذا الإِسْخَرَيوطي ...
يَسْكُنُ في المُوَّشَّحِ ...
وفي الأُغْنِيَةِ ... والموَّالِ
وأَخيراً ...
الحَقَّ أَقولُ لَكُمْ ..
يَهوذا الإِسْخَرَيوطي ...
يَسْكُنُ ..
في المَرَضِ ...والدَّواءِ
وفي حِكاياتِ الأَطْفالِ ..
* * *
خاتِمَةُ
زَمانِ الصَّمتِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــخاتِمَةُ زَمانِ الصَّمتِ
في الخَاتـِـمَــــةِ
يا سَـيِّدي
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ ...
تَدْنو الحُروفُ
مِنْ َِشَهْوَةِ الأَفْعالِ
روَيداً ...روَيداً
تُحاكي جِيْنِيَاتِ
الأَسْماءِ المــُنــَمــَّقَةِ
بِأَطْيافِ غَضَبِ التَّاريخِ
و " كانَ " و " ليسَ "
و " ما زَالَ " ...
يُبــَدِدُها جُنونُ رِياحِ
الأَفْعالِ التـَّامَّـةِ ..!
والحُروفُ المــُهْمَلَــةِ
تَنْأَى بعيداً ... بَعيداً
خارِجَ أَسـْوارِ
الجـُمْلَــةِ الخَبَرِيــَّةِ
* * *
يا سَـيِّدي
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ ...
بَعْدَ عامٍ ...أَو عامين ِ
أَو أَربَعينَ عاماً ...
لَسْتُ أَدري ...
سَـتَتَمَخَّضُ أَفْعالُ الشَّكِ
عَنْ ولادَةِ
الفِعْلِ الأَعْظَمِ
وتَــرتَفِعُ فَوقَ الغَيْمِ
فَوْرَةُ الأَسْماءِ الخَمْسَةِ
والواو والنُّونُ
تَتْلُوانِ بَيانَ الغَضَبِ
في حَضْرَةِ المــَطَرِ
وتَنْتَشِرُ شَظايا الزَّمَـنِ
في حَضْرَةِ المــَطَرِ
مَطَرٌ ... مَطَرٌ
حَـتْماً ...حَــتْماً
سَــيَأْتي المــَطَرُ
حَــتماً سَيَـتَفَجَّرُ الغَضَبُ
وتَنْتَشِرُ شَظايا الزَّمَـنِ
صَواعِقَ ...ورُعوداً
* * *
يا سَـيِّدي
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ ...
لا تَتَحامَلْ عَلينا
لا تَبْتَأْسْ مِنْ صَمْتِنا
لا تَحْكُمْ عَلَيْنا بِالفَشَلِ
في الإِعْرابِ أَو التَّصْريفِ
في هذا الزَّمـَنِ ...
فَتَحْتَ رَمادِ الأَيــَّامِ
ثَــمَّةَ جَمَراتٍ
لَمْ تَخْبُ بــَعْدُ
تَـنْـتَظِرُ اكْتِمال َ
جُـمْلَةِ الخَبَرِ
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ ...
لا تَلْمُزْنا بِعَيْنَيْكَ المـُعاتِبَتينِ
ولا تَحْجُبْ عَنْ بَيانِنا
أَحْرُفَ التَّحْقيقِ
فَقَدْ يَأْتي المـَطَرُ
بَعْدَ عامٍ .. أَو عامينِ
أَو أَربعينَ عاماً
لَسْتُ أَدري ...!
* * *
يا سَـيِّدي
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ ...
تُبارِكُ رِمالُ الوَطَنِ
جَحافِلَ الغَضَب
والإِسْمَ الوارِدَ
في مُعْجَمِ القَمَرِ
والزَّمَنُ يَصْحو مِنْ سُباتِهِ
فوقَ جِثَّةِ السُّكونِ
ويَنْتَحِرُ الخَوفُ
في رِدْهَةِ العَدَمِ
وتَدنو الحروفُ
رُوَيدً ...رُوَيداً
مِنْ شُرْفَةِ الزَّمَنِ
وتَتَراقَصُ أَسماءُ الاستفهام ِ
خَلْفَ الغُيومِ والأَمطارِ
عِندَ مَطْلَعِ فَجْرِ
الاسْتِعارَة ِ المَكْنِيــَّةِ
وأَحْرُفُ التَّشبيهِ
تَتْلو أَهازيجَ الفَرَحِ
مَطَرٌ ...مَطَر ٌ
وتَدْخُلُ
في سِكَّةِ الإِعْرابِ
أَدواتُ العَطْفِ
بَـينَ الجُمَلِ الفــِعـْلــِيــَّةِ
والجُمَلِ الاسْمــِيــَّةِ
* * *
عِنْدَما يــَحينُ مــَوْعِدُ
الإِعْرابِ
وعَطْفُ الجـُمْلـَةِ الاسْمِيــَّةِ
عَلى الجـُمْلـَةِ الخــَبَرِيــَّةِ
يُصْبِحُ كُلُّ حالٍ
عَارِيـاً عَنْ مَضْمونِ
الكَلامِ
في سِياقِ الزَّمانِ
يا سَـيِّدي
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ
وجُمْلــَةُ القَوْلِ :
مَخاضُ الفَجْرِ
في حِكايــَةِ الزَّمانِ
يَبْدَاُ بِحَرْفٍ لَهُ مَحَلٌّ
مِنَ الإِعْرابِ
كَالقَطْرَةِ في بِدايــَةِ
الغَيْثِ ...
ولَنْ تَحْجمَ الأَفْعالُ
عَنِ الإِعْرابِ
في حِكايــَةِ الزَّمانِ
يا سـَيــِّدِنا
يا سَيِّدَ الحروفِ والضـَّادِ
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ
* * *
عَودَةٌ عَلى بِدءٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عَودَةٌ عَلى بِدءٍ
تَعودُ الحُروفُ
إِلى بِدايَةِ الكَلامِ
لِتَقودَ غَضَبَ الأَفعالِ
بَعدَ أَن ْ خَمَدَتْ ثَورَةُ
أَفْعالِ الشـَّكِ والتــَّحويلِ
في حِكايَــةِ الزَّمانِ
يا سـَيــِّدِنا
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ
ويُحَمْلِقُ التَّاريخُ
في صَفْحَةِ النَّهارِ
الوجوهُ المَطَّاطِيــَّةِ
والتَّماثيلُ الحَجَريــَّةِ
تَنوبُ عَنِ اللهَ
في المَعابِدِ والحاراتِ
وحروفُ الجَرِّ
تَرْتَعِشُ عَلى شِفاهِ
المـُعَذَّبينَ في الأَرضِ
وأَحرفُ الاسْتْفهامِ
تَروي مِنْ جَديدٍ
قِصَّةَ السُّؤالِ والجَوابِ
في حِكايــَةِ الزَّمانِ
* * *
يَسْأَلُ الحَالُ
عَنْ الخَلْقِ والتَّكوينِ ..؟
يَسْتَفْسِرُ عَن الرَّبيعِ الخَميلِ
في جَنَّةِ اللهِ ..؟
يُخاطِبُ العَقْلَ :
أَإِلــَهٌ .. مَعَ اللهِ ..؟!
" إِنَّ فِرعونَ وهامانَ
وجُنودُهُما
كانوا خاسِئينَ " ..!
مِنْ جَديدٍ
يا سـَيــِّدِنا
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ
تَتَحَوَّلُ العُروشُ إِلى
أَرْبابٍ ...!
ويَدُ السُّلطانِ فَوقَ
يَدِ اللهِ ...!
والعَرَّابونَ يَتَآمَرونَ
عَلى طَريقِ الهِجْرَةِ
في الغَارِ ...!
والغَدْرُ يـَتَعالى لَهيبُهُ
مِنْ عَباءَةِ أَبي جَهْلٍ ..!
في جُمْلــَةِ المــُبْتَدَأ
والخَبَرِ ...!
* * *
هَكَذا ...
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ
تُقْتَلُ بَراعِمُ الحُروفِ
التّي تَبْحَثُ عَنْ وَطَنِ اللهِ
تَحْتَ جَبينِ الحُرِيــَّةِ
وهَكَذا ....
تُحْجَبُ الأَسْماءُ
التّي تَفُكُّ رُموزَ الطُّغْيانِ
في ظِلِّ قَواعِد الإِعْرابِ
وهَكَذا ...
يُغْتالُ كَلامُ اللهِ
وبَيانُ الأَنْبياءِ
وهَكَذا ...
تــَنــْتـَحِرُ الحِكْمَةُ
وتَموجُ بَراكينُ الصَّمتِ
غَمّاً ... وهَمّاً
وتُدَوَّنُ الجَريمَةُ
ضِدَّ مَجْهولٍ ...!
في حِكايــَةِ الزَّمانِ
يا سـَيــِّدِنا
يا سـَيِّدَ الإِعْرابِ
* * *
الفهرس
الفهرس
1ــ الإِهداء ...........2
2ــ مدخل .............3
3ــ سؤال الجراح .........4
4ــمن وحي قواعد الإعراب ..11
5ــ حكاية الزمان ......17
6ــ صدى على موجات أثير الزمن 23
7ــ تجليات من وحي البيان ... 30
8ــ مخاض الزمن الجليل ..... 37
9ــ ثورة الحروف ....... 44
10ـ مجازاًيسموننا عرباً ... 50
11ـ فلسطين في حكاية الزمان 60
12ــ ذكريات من زمن الإعراب 69
13ــ يهوذا الإسخريوطي في بلاد العرب 76
14ـ خاتمة زمان الصمت ... 83
15ــ عودة على بدء ...... 93
16ــ الفهرس ............99