(1)
كبريـــــــــاء
أمسكت يدي تسحبني إليه:
- أرجوك، إنه يصارع الموت، واسمك بين شفتيه مع كل أنة.
- لا أستطيع.. ذاك ماضٍِ بعيد.
- ساعديه، ليغادرنا في سلام.
طأطأت رأسي خجلا أمام صمت امرأة اتشحت بالسواد
- سامحيني.. سرقت زوجك أعواماً.
- سامحتك منذ زمن..
- الحب عطاء..
- أحَـبّكِ، فضحى بنا.. وأنا أحببته، فصنت عائلتي..!
__________________
)
إحبــــــــــــــاط
- سحبوا من تحتي بساط الأمل..!
- إذاً تحتاج إلى جناحين لتطير، زعانف سمكة لتبحر. كل الوسائل في دربك متاحة.
- مفلس.. جيبي فارغ.
- إفلاس العقل والقلب أصعب..
- أتعرض للخيانة..
- لا تنمو الخيانة و تزدهر في تربة نقية.
- أكرهكم جميعاً..
- هأنت تعود إلى المضمون ونقطة البداية عاريّ الوجه.. حافيّ القدمين.
__________________
3)
لهفــــــــــة
تتوارى في عتمة الغرفة، تلمع عيناها والجبين خلف الشباك.
لهفتها تبعث في القلب دغدغة..
يحس بأنه لص، لكن النداء لا يقاوم..
يبني أحلاماً فضفاضة...
تتوقف سيارة، يغادرها كهل بثوب أبيض يتوكأ على عكاز،
تهبّ عاصفة من الشوق إلى زوج عائد من رحلة استشفاء...
__________________
صــــداقة
دخلت بيتنا منكمشة، تشكو غدر الزمان:
- صدر البيت لك ِ..!
لاذت بدفء القلوب، جففت الدمع، خلعت رداء الخجل، مددت ذراعيها عبر الغرف..
ووجدتني أجلس على العتبة.
__________________
)
الحــوت
سار نحو المركز مختالا بين صفوف المهنئين، يتوكأ على التهليل والتصفيق..
شارك الجياع الرغيف، أفرغ ما تبقى في الجيوب.
غازات تخمته أزكمت الأنوف، وأصابته ببلادة الإحساس.
رسب في امتحان الثقة، سقط من برج المحبة صريعا..
و اختفت الأكف...
__________________
(6)
عــكاز
كان مبتور الساق، كئيبا. صنما تاه في شوارع أيامه الخلفية والمنسية، التقته أواخر صيف، تعلّق بالكف الرطب المعطاء، استند على الكتف الحاني الغنّاء، واتخذها عكازا للزمن ..
غاصت في البحر كجنّية تحلّ القيود، وتحرّر قلبه من الألم ..
طارت به على بساط غيمة، زرع ساقا، وحين عاد.. سار مختالا كسّر العكاز.. ثم رماه إلى نيران المدفأة، واستدار…
__________________
) (7)
العسل المرّ
دخل سباق تكسير القيود، سبح ضد تيار الجوع ، القهر والعبودية، ركض مع القلم ، تسلق الصعاب بالكلمة، ليحصد ميدالية كرامة الإنسان، التف حوله " موتى بلا قبور"، وبات بطل الخلاص..!
جلس يلهث على الكرسي الوثير ليستريح.. ذاق حلاوة العسل، والتحف باللون الأخضر.
اغلق نافذة السمع، أغمض عين الحقيقة، باع كابوس الفقر، اشترى أقلامًا ملونة، وربط حباله الصوتية..!!
تساؤل مني رموش ..
أتنفع لصحافتنا العربية البائسة
في هذه الأيام ؟؟
__________________