إياكم وخضراء الدمن
هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا محمد بن الحسين بن
سعيد بواسط، قال: حدثنا أحمد بن الخليل البرجلاني، قال: حدثنا الواقدي، قال: حدثنا
يحيى بن سعيد بن حيان، عن أبي وجزة يزيد بن عبيد، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن
أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم وخضراء الدمن"، وهو النبت ينبت على البعر، فيروق ظاهره، وليس في باطنه خير. وضربه مثلا للمرأة الحسناء في منبت
السوء، وكره ذلك لان عرق السوء ينزع.
ومثله قول العرب: إياكم وعقيلة الملح، يعنون الدرة، وهي تكون في الماء الملح، ومعناه النهي
عن نكاح الحسناء في منصب السوء.
وأنشد بعضهم قول زفر بن الحارث بعقب هذا الخبر، وذكر أنه مثله:
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى وتقى حزازات النفوس كما هيا
وقال غيره: ليس هو منه في شيء، قال: ومعناه أن الدمنة هي الموضع الذي تبرك فيه
الابل، فتبول وتبعر فيه، فلا ينبت شيئاً، فإذا أصابته السماء وسقته الرياح أنبت، فيقول: إن
ذلك الموضع قد ينبت بعد أن لم يكن ينبت فيتغير بالنبات، وتبقى حزازات النفوس لا
تتغير.
قال الشيخ أبو هلال رحمه الله: وهذا مثل قول صاحب كليلة: لكل حريق مطفئ؛ للنار
الماء، وللسم الدواء، وللعشق البين، ونار العداوة لا تخمد أبداً بشيء من الاشياء.
وفي نحو ما تقدم قول الشاعر:
فلا يغرنك أضغان مرملة قد يضرب الدبر الدامي بأحلاس
وتقول العرب: عرق السوء ينجث ولو بعد حين، أي يستخرج منه ما هو كامن فيه.
قال أكثم بن صيفي: لا يغلبنكم الجمال على صراحة النسب؛ فإن المناكح الكريمة مدرجة
للشرف.
وقال الشاعر: تتغير.
قال الشيخ أبو هلال رحمه الله: وهذا مثل قول صاحب كليلة: لكل حريق مطفئ؛ للنار
الماء، وللسم الدواء، وللعشق البين، ونار العداوة لا تخمد أبداً بشيء من الاشياء.
وفي نحو ما تقدم قول الشاعر:
فلا يغرنك أضغان مرملة قد يضرب الدبر الدامي بأحلاس
وتقول العرب: عرق السوء ينجث ولو بعد حين، أي يستخرج منه ما هو كامن فيه.
قال أكثم بن صيفي: لا يغلبنكم الجمال على صراحة النسب؛ فإن المناكح الكريمة مدرجة
للشرف.
( جمهرة الأمثال ) لأبي هلال العسكري