و في النوى يكذبك الخبر الصادق
زعموا أن رجلاً مضى في الدهر الأول
كان له عبد لم يكذب قط، فبايعه رجل ليكذبنه، وجهلا الخطر بينهما أهلهما ومالهما،
فلما تبايعا قال الذي زعم ان العبد يكذب لمولى العبد: أرسله فليبت عندي الليلة فانه
يكذبك إذا أصبح، فأرسله مولاه معه، فبات عنده، فأطعمه لحم حوار، وعمدوا إلى لبنٍ
حليب فجعلوه في سقاء قد حزر، فخضخضوا ذلك اللبن الحليب فسقوه، وفيه طعم
الحليب وفيه حرز السقاء، فلما أصبح الرجل احتمل وقال للعبد: الحق بأهلك، فلحق
العبد حين احتمل القوم ولما يسيروا فلما توارى عنهم العبد حلوا مكانهم في منزلهم الذي
كانوا فيه، وأتى العبد سيده فقال له: ما قروك الليلة؟ فقال: أطعموني لحما لا غثاً
( الأمثال ) للمفضل الضبي .