قصة و عبرة
قال عبد الملك بن عمير الليثي: دخلت على عبد الملك بن مروان وهو جالس في بهو
على سرير وقد وضع بين يديه رأس مصعب بن الزبير. فلما رأيته قلت متعجباً: لا إله إلا
الله! لقد رأيت اليوم عجباً تذكرت به عجائب. قال: وما ذاك؟ قلت: رأيت عبيد الله بن
زياد في هذا البهو جالساً على هذا السرير وبين يديه رأس الحسين بن علي عليه السلام، ثم
دخلت بعد ذلك على المختار في هذا البهو فوجدته جالساً على هذا السرير وبين يديه
رأس عبيد الله بن زياد، ثم دخلت على مصعب في هذا البهو وهو على هذا السرير وبين
يديه رأس المختار، وقد دخلت عليك يا أمير المؤمنين في هذا البهو وأنت على هذا السرير
وبين يديك رأس مصعب. فبادر عبد الملك ونزل عن السرير وخرج عن البهو وأمر بهدمه.
و كانَ عبيد الله بن زياد قد أمر بقتل الإمام الحسين ، و قد وضع رأسه الشريف بين يديه
و كان المختار قد قتل عبيد الله و وضع رأسه بين يديه
و كان مصعب بن الزبير قد قتل المختار الثقفي و وضع رأسه بين يديه
و كان عبد الملك بن مروان قد قتل مصعب و وضع رأسه بين يديه .
و كان بين أول الرؤوس و آخرها اثنتا عشرة سنة .