قصة و عبرة
من كرامات الإمام الحسين بعد مقتله
لما قتل الإمام الحسين في كربلاء و حُزَّ رأسه الشريف ، حمل رأسه الشريف ثلاثة من قواد جيش عبيدالله بن زياد ، وسرحوا بهِ بعد انتهاء المعركة إلى عبيد الله بن زياد ، و كان الوقت ليلاً فوجدوا باب قصر ابن زياد مغلقاً ، فحملَ الرأس الشريف " خولي بن يزيد " ليبيته عنده في دارهِ ، فوضعه في مكاناً رأتْ فيه زوجته الكرامة التي أيد الله بها الإمام الحسين بعد قتله في موضع رأسه الشريف ، و إليكم القصة كما أوردها النويري في كتابه الشهير " نهاية الأرب في فنون الأدب "
قال: وسرح عمر برأس الحسين من يومه ذلك مع خولي بن يزيد وحميد بن مسلم الأزدي
إلى عبيد الله بن زياد، فأقبل به خولي فوجد باب القصر مغلقاً، فأتى منزله فوضعه تحت
إجانة في الدار، ثم دخل البيت فأوى إلى فراشه، فقالت له امرأته وهي النوار بنت مالك
الحضرمية: ما الخبر؟ قال: جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار، قالت:
قلت ويلك! جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، والله لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبداً، قالت: فقمت من فراشي فخرجت
وجلست أنظر، فو الله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة،
ورأيت طيراً بيضاً ترفرف عليها، فلما أصبح غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد.